الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

شراء المحاصيل قبل وقت طويل من حصادها

أحد الأشخاص بالسودان يستغل حاجة المسلمين المادية، ويشتري منهم

المحاصيل الزراعية قبل وقت طويل من حصادها وبأسعار بخسة، ويستلم

المحصول كاملاً عند حصاده . فما حكم الشرع في ذلك؟

الإجابة

إذا كان هذا الشخص يشتري من المزارعين وغيرهم ما تنتجه مزارعهم

من المحاصيل الزراعية، مما يصح السلم فيه بأن كان على موصوف

في الذمة، تنضبط صفاته بمكيل وموزون، وبيان جنسه ونوعه وقدره،

مع ذكر أجل معلوم للمُسْلَم فيه، وقبض الثمن تامًّا في مجلس العقد دون

تحديد إنتاج بستان معين- فلا بأس به، وهذا هو السلم المباح شرعًا؛

لقوله صلى الله عليه وسلم:

( من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم،

ووزن معلوم، إلى أجل معلوم )


متفق عليه.

أما إن كان هذا الشخص يشتري إنتاج محاصيل زراعية بعينها قبل اشتداد

الحب وبدو صلاح الثمرة فلا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسل

نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، والحبوب حتى تشتد، روى مسلم

في صحيحه عن ابن عمر،
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النخل حتى يزهو،

وعن بيع السنبل حتى يبيض ويأمن العاهة، نهى البائع والمشتري )


وزهو الثمار هو: أن تحمر وتصفر وتطيب للأكل.

وإن اشتراها بعد بدو صلاح الثمار واشتداد الحب فهو جائز ولا شيء فيه.

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق