الأربعاء، 7 مارس 2018

أحب البقاء وحيدا

السؤال

♦ ملخص السؤال:
شابٌّ يُحب العُزلة والانطوائية، ويريد أن يكونَ حرًّا بدون قيود،
وفي المقابل يحب أن يسأل عنه الناس، ويسأل: ما الحل في تناقضي
وكيف أُطوِّر مِن نفسي لأكونَ أفضل؟


♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في العشرين مِن عمري، تأتيني فترات متقطِّعة مِن حياتي
أحتاج فيها أن أجلسَ مع نفسي، أميل دائمًا إلى أن أكونَ شخصًا
غامضًا مع الأهل والأقارب، وإذا خرجتُ إلى مدينة أخرى لا يوجد
بها أحدٌ مِن الأقارب أرتاح لأني سأبقى وحدي!

أحب أهلي كثيرًا، ولكن في المقابل أكره كثرة الأسئلة منهم،
ولا أحب أن أجيبَ عن كلِّ شيء، بل تكون أجوبتي كلها مُبهمة،
لا يُفهَم منها شيءٌ.

أحبُّ أن أكونَ حُرًّا، وإذا جلستُ مع الأهل والأقارب فنادرًا ما أتحدَّث
معهم، بل أدعهم يتحدثون دون مداخلةٍ مني.

أحب أن أذهبَ بعيدًا عن الناس لوقتٍ طويل، وفي المقابل أحبُّ أنْ
يسألَ الناسُ عني، ولا أحب أن أجيبَهم مباشرةً، بل بعدَ مماطَلة.

أحبُّ أصدقائي وأجلس معهم وأُسافر معهم وآخُذ راحتي معهم،
لكن في المقابل أُحبُّ أن أجلسَ وحدي، أُفكِّر في الماضي والحاضر.

فما الحل في تناقضي؟ وكيف أُطوِّر مِن نفسي لأكونَ أفضل؟
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أُبَشِّرك أنك طبيعي جدًّا، ولا شك أنك تعرَّضتَ لبعض الضغوط - في صِغَرك
أو مُراهقتك - التي كانتْ نابعةً مِن حرص والديك وخوفهم عليك،
لكن أعياهم الأسلوب الصحيح، مما ولَّد لديك استغراقًا زائدًا بما تعتقد
أنه حرية وبُعْد عن تحكُّم الغير، كما أنك تحمِل بعضَ الأفكار المغلوطة
مثل أنَّ المنزل فقط للنوم.

أعذرك وأُقدِّر ما يَحْصُل معك تمامًا كردة فعل باللاواعي، والمبشِّر
أنك تستغرب تصرفاتك، وتستشير أهل التخصص، فهذا دليلٌ
على أنك شخصٌ سَوِيٌّ.

للعودة للمستوى الطبيعي أنصحك أن تقرأ كتاب:
علم نفس المراحل العمرية؛ للأستاذ الدكتور عمر المفَدَّى،
فبعدَ قراءته ستفهم بشكلٍ جيد مرحلتك العمرية،
كما ينفعك في أنك ستفهمَ مَن حولك
ولِمَ يتصرَّفون بهذه الطريقة، كما أُذكرك أنَّ لنا دستورًا ومرجعيةً
واضحة وسهلة تقينا الكثير مِن الأغاليط الفكرية فعليك اتباعها حتى تسلمَ.

البقاءُ وحيدًا لفترات طويلةٍ ليس بالأمر الجيد، فاللهُ خَلَق الإنسانَ
ليأنس بالناس، لكن الانعزال البسيط جيدٌ لترتيب الأفكار والخلوة مع
الله للتعبد والتوبة وترتيب الأوراق؛ فاستغلَّ جُلوسك وحيدًا، وحدِّدْ
لنفسك أهدافًا مستقبلية على جميع الأصعدة، وأكثِرْ مِن قراءة النافع
المفيد، ومِن الجيد أن تضعَ حُدودًا وقواعد عقلانية في التعامل مع
الآخرين، وإنزال كلٍّ بمنزلته دون إفراطٍ ولا تفريطٍ،
وأخيرًا:
( أدِّ ما عليك، واسأل الله الذي لك ).

وفقك الله لكل خير، ونفَع بك، وجعَلَك مِن سُعداء الدنيا والآخرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق