الثلاثاء، 6 مارس 2018

الاكتئاب وترك الصلاة

السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها اكتئاب منذ صِغرها أثَّر على صلاتها وعلاقتها بالله تعالى،
أصيبتْ بالفتور وفَقْد الثقة، وتريد الحفاظ على الصلاة.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 عامًا، كانتْ أمي تأمرني أنا وأختي منذ صِغَري
بالصلاة، فكانتْ أختي تدخُل إلى غرفتها وتجلس قليلًا ثم تخرج
وتقول: صليتُ! وكنتُ أقتدي بأختي في كلِّ شيء.

كبرنا واستقامتْ أختي ولم تجدْ مشكلة أبدًا، أما أنا فلم ألتزمْ بأداء
الصلاة في أكثر الأوقات، وكنتُ ألجأ إليها وقتَ الضيق والحاجة
لأدعو الله تعالى.

عانيتُ لفترة من نوبات الهلَع والتلعثُم والتوتُّر، وكنتُ أحاول تخطِّي
هذه المشكلات النفسية لكن لم أستطعْ، وتأثرتُ بصورة كبيرةٍ،
وتغيَّرَتْ حياتي وكانتْ دموعي تنهمر باستمرار مِن أي تعليق
أو حديث.

استمرتْ حالتي منذ صغري مرورًا بمراهقتي، ولازمَني القلق والاكتئاب،
ولا أعلم كيف أتخلَّص منهما!

التزمتُ بالصلاة، وبحمد لله تحسنتْ حالتي قليلًا، ثم عادتْ بعد أن
تقدم شابٌّ لخطبتي، ثم اكتشفتُ بعد عامٍ أنه يَخونني مع فتاةٍ أخرى،
وكانتْ حجته أن كل مَن حوله يفعلون ذلك!

انهرتُ نفسيًّا، وكنتُ لا أنام، وأظل أبكي طوال الليل، وأدعو عليه،

وأخبرتُه بأنني لن أسامحَه حتى آخذَ حقي منه سواء في الدنيا أو الآخرة.
عدتُ كما كنتُ، وبدأ الفتورُ في الصلاة شيئًا فشيئًا، وعاد الاكتئابُ
مِن جديدٍ، وضعُفتْ همتي، وأشعر بالفراغ العاطفي القاتل!

لم أَعُدْ أهتم بنفسي، ولا أرتب غرفتي ولا أنظفها، حتى إن أهلي
عندما يدخلون غرفتي يظنون أنه لا يوجد مَن يعيش فيها منذ زمن مِن كثرة
الأتربة وعدم النظافة.

أخبروني كيف أستعيد حياتي؟

فتاة لديها اكتئاب منذ صِغرها أثَّر على صلاتها وعلاقتها بالله تعالى،
أصيبتْ بالفتور وفَقْد الثقة، وتريد الحفاظ على الصلاة.
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه
ومَن والاه، وبعدُ:
فعوَّضك اللهُ خيرًا منه.
نعم عزيزتي، يَظهر أنك تعانين مِن حالة اكتئاب بسيطة، والذي يُقرر
ذلك هم المختصون النفسيون؛ لذا أقترح أن تعرضي نفسك على
مختصةٍ في الطب النفسي لتُقرِّرَ لك العلاج المناسب، والذي غالبًا
ما يكون عبارةً عن جلسات لتعديل الأفكار، أو نوعًا من أنواع الأدوية
ذات التأثير الخفيف، والتي قد لا تطول فترة استخدامها بسبب سهولة الحالة.

لكن مع ذلك فإني أشير عليك بعدم الاستسلام لذلك الشعور السلبي
الذي أدَّى إلى ما ذكرت، فلا بد مِن المُجاهَدة في كل شيء، وأهم ما
في ذلك أمرُ الصلاة فلا تتركيها يا بنيتي على أيِّ حال، بل أقسري
نفسك عليها قسرًا حتى تعتادي ذلك، ولا شك أنك سترين
الأثرَ الإيجابي الذي مِن شأنه بفضل الله أن يُغنيك عن كل علاج.

مِن المؤسف أن بعض حالات الاكتئاب تحدث لأسباب عادية؛
كتعثُّر في النطق، وأمثال ذلك مما قد يعتري الأشخاص في فترة زمنية
محدودة، ومع ذلك تمتد آثارُه كما حصل لك بسبب ضعف الثقة،
وعدم وجود المُعين على تخطي هذه العقَبة.

لا تُهملي نفسك على أيِّ حال، واستعيني بالله أولًا وآخرًا،
والْزَمي الدعاءَ والاستغفار والذِّكر بعُمومه.

وفقك الله، ويسَّرَ أمرك، وشرَح صدرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق