الاثنين، 12 مارس 2018

الارتعاش والبرودة عند الكلام

السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة تُعاني أحياناً مِن رعشةٍ وبرد شديد أثناء الحديث حول أسرارها،
وتسأل: هل هذا مرض نفسي أو لا؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حصلتْ لي حالة غريبة منذ فترةٍ، ولا أعلم ما هي؛ فقد كنتُ أتكلَّم مع
أختي في أسراري، وفجأة أثناء الكلام شعرتُ برعشةٍ في جسمي،
وتحوَّل جسمي إلى كتلة من الثلج، وفجأة توقفتُ عن الكلام!

حاولتُ أتخطى تلك الحالة، ثم تكرَّرتْ مرتين بعد ذلك عندما أتكلم
في أي شيءٍ خاص مع أحدٍ!

كذلك وقت الغضب لا أستطيع أن أتكلَّم، وأصرُخ بصوت شديد جدًّا،
وتزداد ضربات قلبي وأنفاسي، ولا أعلم هل هذا مرض نفسي أو
شيء عارض؟!
الجواب

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن
ظنك بنا، وأن نكون خيرَ معينٍ لك بعد الله في تجاوُز مشكلتك.

مِن خلال عَرْضِكِ لِمَا تعانين منه أختي، تَبَيَّنَ لي أنك تعانين مِن الخجل،
وهو ما يستدعي العلاج الذاتي الذي تقومين به بنفسك، كما اتَّضح لي
أنك تستطيعين التعبير عما في نفسك كتابيًّا كما هو ظاهر في استشارتك.

إذًا تبقى لديك التعبير اللفظي أمام الآخرين، سواء كانوا أهلك أم زميلاتك،
وهناك أمران أنتِ في حاجةٍ لهما: تقوية مبدأ الثقة في نفسك، وتطوير
أدوات مخاطبة الآخرين ومهارات التواصل مع مَن حولك.

نبدأ بأولهما وهو:
الثقة بقدراتك؛ عليك أختي الكريمة أن تثقي بقدراتك التي منحك الله
إياها، فانتِ إنسانةٌ لديك الكثير مِن المميزات التي يفقدها غيرك،
بل ويتمنَّاها، وتذكَّري أنك لستِ أقل منهم، بل وتأكَّدي أنهم لا يراقبون
تصرُّفاتك، ولا طريقة كلماتك، ولكن المهم لهم المعنى فقط؛ لذلك كل
ما عليك كثرة التدرُّب على طَرْحِ المواضيع والنقاش فيها،
لعلك تُجهِّزين موضوعًا تحبِّينه، واختاري أحدًا مِن أفراد عائلتك، وأخبريه أنك بحاجة
إلى التحدث معه في هذا الموضوع، ثم ابدئي، واجعلي تركيزك خلال
الحديث على ما تقولين، واستحضري بذهنك كلمات الموضوع ورتِّبيها،
ثم اعرضيه وناقشيه، واشكري المستمع على استماعه واهتمامه،
ولا بد أن تُكرِّري التجربة عدة مرات مع مجموعات مختلفةٍ وأفرادٍ مختلفين،
في البداية واحد، ثم اثنان، ثم ثلاثة، وهكذا، وستجدين أنك تقدَّمتِ كثيرًا
في هذه الخطوة، وشيئًا فشيئًا مع الوقت ستُلاحظين انتهاء هذه المشكلة تلقائيًّا.

الآن الأمر الثاني،
وهو: مهارات التخاطب والتواصل مع الآخرين، وعليك حضور دورات
في مهارات التواصل مع الآخرين، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوُّعية،
أو الانضمام إلى دور تحفيظ القرآن، ففيها الكثيرُ من
الأنشِطة التي تنفعك.

ولا نغفل أيضًا الجوانب الإيمانية، والحفاظ على أداء الصلاة في وقتها،
وكثرة قراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار اليومية، مع الدعاء في
أوقات الاستجابة، والتضرُّع إلى الله ليبعدَ عنك سبحانه ما تعانين منه.

وختامًا تمنياتي لك بحياةٍ سعيدةٍ، ومستقبل مُشرِقٍ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق