الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018

إعاقتي تدمرني نفسيًّا

إعاقتي تدمرني نفسيًّا

أ. زينب مصطفى

السؤال
أنا فتاة أصبتُ في حادثٍ منذ سنين، أثَّر عليَّ كثيرًا، وقد ذهبتُ للطبيب
من أجل العلاج الطبيعي، لكني لم أهتمَّ بالأمر.
زاد الأمر عندي كثيرًا، وأصبحتْ عندي إعاقةٌ، وأخبرني الطبيبُ أن
هنالك أملًا في الشفاء إذا اتبعتُ تمارين معينةً، وأنا لا أقدر على القيام
بها؛ فليس عندي قوةٌ ولا يقين، كما أن نفسيتي متعبة جدًّا.
أنظر إلى الفتيات مِن أقراني فأتحسَّر، وأتمنَّى الموت كل لحظة بسبب
هذا الأمر، وأقول في نفسي: لن أتزوَّج مثل البنات، لن أستطيع
إكمال دراستي ودخول الجامعة في تخصُّص أحبه!

أفقد الأمل في كل شيء، لا أدري ماذا أفعل؟ أشيروا عليَّ، بارك الله فيكم.

الجواب
حبيبتي، سعدتُ بكِ كثيرًا في محاولاتكِ لإيجادِ حلولٍ لما يُؤلمكِ وتعانين منه.
بدايةُ تخلُّصكِ من معاناتكِ هي بداية كتابتكِ عنها وبحثكِ لإيجاد حلٍّ لها،
ورغبتكِ في أن تكوني طبيعيةً كباقي الفتيات، وألا تشعري بأي نقص.
أنتِ هكذا قد تجاوزتِ أصعب خطوةٍ، بَقِي عليكِ الآن ثقتكِ بالله تعالى،
والبدء في الحل.
اقرئي بتركيز شديدٍ ما سأكتبه لك - حبيبتي - واسعي لتنفيذه:
1- أولًا احمدي الله تعالى على ما أَصَابكِ، واحمديه كذلك على أن هناك
أملًا في الشفاء التامِّ؛ كما أخبركِ الطبيبُ، وتذكَّري قول الله تعالى:
{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }
[إبراهيم: 7]؛
فإن شكرتِ الله تعالى فسيَمُنُّ عليكِ بما هو أفضل حالًا.
2- كوني على ثقةٍ بأن هناك الكثير مِن الإعاقات والإصابات لا حلَّ لها
في الطب، ومع ثقة أصحابها بالله وأخذهم لكل أسباب الشفاء ومحاولاتهم
- يَشفِيهم الله تعالى، فهو الشافي وبيده الأمر كله.
3- ولتعلمي أن الله تعالى قال:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]؛
ولذلك نحن نأخذ بالأسباب - وهي العلاج - حتى يُتِمَّ الله علينا ما نريد.
4- وقال الله تعالى في الحديث القدسي:
( أنا عند حسن ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء )،
فإذا وثقتِ بأن الله تعالى سيُعِيدكِ كما كنتِ قبل تلك الحادثة، وأنه تعالى
قادرٌ على ذلك؛ فسيُعطِيكِ على قدر ثقتكِ به.
5- ادعي الله تعالى وسَلِيه أن يُعِينكِ، وابدئي خطوات العلاج بهمَّة وعزيمة،
ولا تتوقَّفي حتى يتم الله عليكِ الشفاء، لا تستسلمي فأنتِ في سنٍّ مهمة،
فإن بدأتِ الآن، فسيأتي عليكِ سن الزواج وسن دخول الجامعة وأنتِ
بكامل شفائكِ - بإذن الله تعالى – وستحقِّقين كل أمنياتكِ من التفوق
العلمي والعملي، وتتزوجين وتكونين امرأة رائعة ضَرَبتْ أروع مثالٍ؛
لأنها لم تَستَسلِم لما أصابها، بل كافحتْ وأعطاها الله على قدر ما توكَّلت عليه
ودَعَتْه وحاولتْ.
6- اقرئي كثيرًا عن قصص أناس نجحوا في حياتهم، ونجحوا في الشفاء
مِن أمراضهم القوية بعزائمهم وقوة إرادتهم، فلم يستسلموا،
وهناك أشخاص لا يملكون إلا لسانهم الذي يتحدَّثون به، وقد عجز كلُّ جسدهم
عن الحركة، وهم ليلَ نهار يحمدون الله تعالى على نعمة النطق،
ويحقِّقون بتلك النعمة مستقبلًا جميلًا، وتملأ قلوبَهم الثقةُ بالله.
7- أنتِ تَملِكين - بفضل الله - رغبةً في التغيير، فعليكِ بالإرادة
والعزيمة القوية، ولا تؤجلي، ابدئي الآن وسيُعِينكِ الله.
8- ثقي بنفسكِ، ولا تَهتَزِّي لكلام غيرِكِ؛ فالعبرة بالقوة والنفسية
والإرادة والنجاح؛ فهناك الكثيرون يمتلكون الصحة الكاملة، ولكنهم يعانون من
فراغ العقول وتفاهة التفكير، فلا تقارني نفسكِ بأحدٍ، وسيري في طريق النجاح.
9- أيضًا حاولي كلَّ يوم قبلَ نومكِ أن تُغمِضي عينيكِ، وتَستَرخي،
وتتخيلي نفسَكِ بكامل صحتِكِ، وتخيَّلي أحلامكِ وطموحاتكِ وأنتِ
تحققينها، ذلك التمرين مهم كثيرًا لكِ؛ لأن عقل الإنسان يفكِّر وهو
نائم في آخر شيء، فيُوجِد الحلول، ويحاول تحقيق ما حلمتِ به،
وهذا سيُريحكِ كثيرًا، لا تفكِّري في مشكلتكِ، بقدر تفكيركِ في نفسكِ بعد الشفاء.
10- ولا تَنْسَي رُقْيَة نفسِكِ بالرقية الشرعية بثقة في الله بالشفاء.

وأسألُ اللهَ أن يُعِينكِ، ويتمَّ لكِ على خيرٍ، ويحقِّق لكِ كل أحلامكِ،
ونحن معكِ دائمًا، وننتظر رسالتَكِ لنا ببَدْئك في العلاج بقوة وعزيمة.
وفَّقكِ الله تعالى
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق