الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

كيف اهتم الإسلام بالعقل و العلم (1)

كيف اهتم الإسلام بالعقل و العلم (1)


بواسطة: Hadi Fehmi

العلم

ممّا لا شكّ فيه أنّ الإسلام أولى العلم اهتماماً عظيماً، ورفع قدر العلماء

إلى أن جعلهم ورثة الأنبياء، وعلى الرغم من عظم قدر العابد إلّا أنّ الله

- تعالى- جعل فضل العالم على العابد كما بين السماء والأرض، ويرجع

السبب في عظم قدر العلماء، وفضلهم إلى خطورة المهمة التي أُوكلت إليهم،

إذ يجب عليهم حفظ الشريعة من تأويل الجاهلين، وتحريف المبطلين،

وقد أوجب الله -تعالى- على الناس الرجوع إليهم في أمر الدين، وسؤالهم

في حال الجهل، كما قال الله تعالى:



{ فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ }

،[١]

وأمّا عن كيفية اهتمام الإسلام بالعلم والعقل فهذا ما سيتم بيانه فيما يأتي.[٢]



كيفية اهتمام الإسلام بالعقل



اهتمّ الإسلام بالعقل بشكلٍ كبيرٍ، وكان اهتمامه واضحاً جليّاً؛ حيث إنّ

الكثير من آيات القرآن الكريم خاطبت العقل، كما في قول الله تعالى:

{ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

،[٣]

وقال أيضاً:

{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

،[٤]

وغيرها الكثير، بالإضافة إلى أنّ العقيدة الإسلامية اعتمدت بشكلٍ كبيرٍ

على العقل البشريّ؛ لترسيخ مبادئها، ومن الأمور التي توضّح مدى

اهتمام الإسلام بالعقل:[٥]



الأمر بالمحافظة على العقل من كلّ ما يؤثّر عليه بشكلٍ سلبيٍ، أو يغطي

أثره وعمله، أو يزيله، ولذلك حرّم الله -تعالى- شرب الخمر، حيث قال:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ

عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

،[٦]

والمقصود بالخمر كلّ ما خامر العقل فغطّاه بسكره، وقد حرّمه الله تعالى؛

لأنّ فيه انغلابٌ للعقل وذهابه، ممّا يؤدّي إلى البغضاء بين الناس،

وبالأخصّ إذا حصل معه الشتم والسباب، وربما يصل

بصاحبه إلى القتل في بعض الأحيان.

جعل العقل مناط التكيف؛ مّما كرّم الله تعالى فيه العقل البشري أن جعله

مناط التكليف؛ بحيث يسقط التكليف بزواله أو ضعفه، كما في حال النوم،

أو الجنون، أو الصِبا، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الغلامِ حتَّى يحتلِمَ

وعن المجنونِ حتَّى يُفيقَ)،

[٧]

وجعل الله -تعالى- السفه مانعاً من التصرّف في المال، حيث قال الله تعالى:

{ لَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا

وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا }

.[٨]

الاعتماد على الإقناع العقليّ في الدعوة إلى الإيمان؛ فقد تحدّى الله -تعالى-

عقول الذين قالوا أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- افترى القرآن من

عنده بأن يأتوا بعشر سورٍ من مثله، فلمّا عجزوا عن ذلك تحدّى عقولهم

بأن تأتي بسورةٍ واحدةٍ فعجزوا أيضاً، حيث قال الله تعالى:

{ أَم يَقولونَ افتَراهُ قُل فَأتوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ وَادعوا مَنِ

استَطَعتُم مِن دونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صادِقينَ }

،[٩]

فكان عجزهم دليلاً عقلياً واضحاً بأنّ القرآن الكريم من عند الله تعالى،

بالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- دعا الناس للتدبّر في كتابه، ومخلوقاته،

وتشريعاته التي فيها العبرة والإعجاز، حيث قال:

{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

.[١٠]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق