الاثنين، 10 ديسمبر 2018

زوج أمي يعاملني معاملة سيئة

زوج أمي يعاملني معاملة سيئة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

السؤال

♦ الملخص:
فتى يشكو من عمه الذي تزوَّج أمَّه بعد وفاة أبيه، وذلك بسبب معاملته
السيئة، ويسأل عن كيفية التعامل معه.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 14 عامًا، أعيش مع أمي وزوجها (وهو عمِّي أخو أبي)،
فقد تزوَّج عمي أمي بعد وفاة أبي، وكان عمري وقتها 5 سنوات.

عمي هذا لا يُحبُّني ويَحتقرني، ودائمًا يطلب مني أن أُقبِّل يدَه احترامًا وتقديرًا،
ولا يَقبَل أن أقول له: عمي، فهو يريد أن أقول له: أبي، لكن كيف أقول له ذلك
وهو يَسبُّني ويعاقبني على أقلِّ الأخطاء؟! ويرفض أن أخرجَ
من المنزل وحدي؛ فهو يُريدني أن أخرج معه، كما أنه صارمٌ جدًّا معي!

كلُّ الذين هم في مِثل سني يَخرجون وحدَهم إلا أنا! كما أنه يَرفُض أن تُعطيني أمي مالًا،
أو تشتري لي أيَّ شيءٍ؛ مثل: الملابس وغيرها، فهو الذي يشتري لي كل شيء؛
ليجعلني أَدِين له بالفضل، ويظهر في صورة المنُفق عليَّ.

له بنات يحبهنَّ أكثر مني، ويُفضِّلهنَّ عليَّ، وأنا أُحبه وأتَمنى
أن يُحبني، فماذا أفعل كي تكون علاقتنا طيبة؟
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فهنيئًا لك أيها الابن الكريم مشاعرك الجميلة، ونضوجك المُبكِّر الذي ظهَر
في كتابتك المرَتَّبة وعباراتك الجيِّدة، وحِرصك على حبِّ عمِّك، وسعيك في تحقيق حبِّه.

ابنَنا الغالي، أنت والحمد لله قد وهبَك الله أهمَّ ميزة تَجلِب حبَّ الآخرين،
وهي: حِرصُك على تحقيق حبِّهم، والمشاعرُ والعواطفُ القلبية التي تضِجُّ بها تعبيراتُك.

هذا؛ وسأَذكُر لك بعضَ ما يحضرني مِن الوسائل العملية التي تُحقِّق بها حبَّ عمِّك:
أولًا: احرِصْ على البُعدِ عمَّا يَستفزُّه، وانظُر إلى كل ما يُغضِبه وابتَعِدْ عنه.

ثانيًا: اجتهِدْ في دراستك حتى تصلَ إلى ما تَطمَح إليه وتَحلُم به،
فعليك - أيُّها الابن العزيز - أن تُريَه أنك جديرٌ بحبِّه، وقادرٌ على رَفْع رأسه،
وإثبات قدرتك على الوُصول إلى أفضل النتائج.

ثالثًا: أحسِن اختيار أصدقائك، وابتَعِدْ عن رُفقاء السُّوء، فهذا مِن
أفضل ما يُسعده، وسيُشعرُه أنه أسهَمَ في تربية رجلٍ جيِّدٍ يُحسِنُ التصرُّف.

رابعًا: احرِصْ على احترامه هو وأمك دائمًا، وخصوصًا أمام الناس،
وإيَّاك أن ترفَع صوتَك عليه؛ لأنَّ ذلك يُحزن قلبَه ويَجرحه،
وإن بدرَتْ منك بادرةٌ فسارِعْ بالاعتذار ولا تَتَرَدَّد، والْزَم التواضُع.

خامسًا: أخبِرْ عمَّك بمحبِّتك إيَّاه؛ فهذا مِن أعظم ما تُستمال به القلوب،
وتُجتلَب به المودَّة؛ فإنه إذا عَلِم أنك مُحبٌّ له، سُرَّ بذلك وفَرِح، فينتظم شَمْلُكُما،
وتَعُمُّ الأُلْفةُ، وتزول المفاسِد والضَّغائن؛ ولذلك كان مِن مَحاسن الشريعة
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ على ذلك فقال:
( إذا أَحَبَّ الرجلُ أخاه فلْيُخبره أنه يحبُّه )؛
رواه أبو داود والترمذيُّ، وقال: حسن صحيح.

وفي الختام أيها الابن العزيز: أَدلُّك على خُلُقٍ كريم، وسُنَّةٍ حثَّ عليها الرسلُ،
واستَحْسَنَتْها العقولُ، تتألَّف بها القلوبُ، وتَذْهَبُ بها شحائنُ الصدور،
ألا وهي: الهَديَّة؛ فإنَّ لها موضعًا مِن القلب، ونوعًا مِن الكرم،
وبابًا مِن حُسْن الخُلُق؛ وتتألَّف بها القلوب؛ فقال صلى الله عليه وسلم:
( تَهادوا تحابُّوا )؛
رواه البخاريُّ في الأدب المفرد ، وحسَّنه الحافظ، وروى الترمذيُّ
عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
( تَهادوا؛ فإن الهديَّة تُذهب وَحَر الصدر )،
وفي مسند البَزَّار عن أنس عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
( تهادوا؛ فإنَّ الهدية تَسُلُّ السَّخيمة )،
وروى الطبرانيُّ في الأوسط:
( تَهادوا تَزدادوا حبًّا ).

احرِص أيها الابن الغالي على رضا الله، وتعليق قلبك به، والعمل على كلِّ
ما يزيد إيمانك، وأكثِر مِن قراءة كتاب الله؛ فهو يَشرحُ صدرَك،
ويُسْعِد قلبَك، وكذلك العلم الشرعيُّ.

واللهَ أسأل أن يَحفَظك، ويُرَقِّق قلب عمِّك، ويؤلِّف بينكما،،
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق