الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

مشكلات مع إخوتي


مشكلات مع إخوتي

أ. فيصل العشاري

السؤال

♦ الملخص:

رجل متزوج ولديه أولاد، يُهدِّده إخوته بسبب طمَعِهم في ماله، ويسأل: كيف أتصرف معهم؟

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في الثلاثين مِن عمري، تربَّيتُ في أسرة صعبة للغاية؛ فقد كان والدي

رجلًا عصبيًّا، ولا أُنكِر فَضلَه، لكنه كان حادَّ الطبع،

يَضرِب أمي، ويسبُّها، ويُعاقبها أشد العقاب.

حاوَلْنا توجيهه للطريق الحلال، وفتَحْنا له مطعمًا،

لكن لم يُبعِدْهُ ذلك عن طريق الحرام! هذا عن والدنا.

أمَّا إخوتي: فلديَّ إخوة ذُكور وإناث؛ ومِن الذكور أصحاب شهادات،

وللأسف منهم أصحاب الكوارث!

تزوَّجتُ فتاةً على خُلُق، لكن لم أُكْمِلْ معها؛ لأنها لم تكنْ تتحمَّل عصبيتي

وانفعالاتي، وكنتُ مخطئًا في كثيرٍ مِن ردود أفعالي، لكن كلُّ هذا بسبب

الحياة التي كنتُ أعيشها مع أبي.

ثم تزوَّجتُ امرأةً أخرى بعد طلاقي للأولى على خُلُق، لكن إخوتي

يُطاردونني ويَقطَعون عليَّ الطريق، ويُهدِّدونني بخطف أولادي،

والآن يُحاولون تشويه سُمعتي أمام زوجتي لأني رفضتُ إعطاءهم مالي!

أخبِروني كيف أتصرَّف معهم؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم

قرأتُ كلامك عن حياتك مع والدك وسيرة الوالد؛ حيث كان شديدًا عليكم،

وأثَّر هذا في طبيعة تكوينك النفسي؛ حيث لم تَتَحَمَّلْ

زوجتك الأولى الحياة معك وحصل الطلاق.

وانعكس هذا السلوكُ على إخوتك الذين اعتادوا حياةَ المشكلات،

حتى وصل بهم الحال إلى ابتزازك والإضرار بك في

حياتك الخاصة، والتهديد باختطاف أبنائك!

لا شك أنَّ هذا الوضع قد وَصَلَ إلى مرحلةٍ حَرِجة، ولا بد مِن حماية خاصة،

واتخاذ إجراءات وتدابير حيالها، فإخوتُك وإن كانوا أرحامك إلا أنهم هم مَن

بادروا إلى قَطْعِها، وعلاقتُك معهم وإن كانتْ علاقةً أسريةً عائليةً

إلا أنهم هُم مَن بادروا إلى الإساءة إليها.

وبعد اتخاذ محاولات التفاوُض والنُّصح معهم طوال هذه الفترة،

لم يَعُدْ يُجدي معهم إلا الناحية الرسمية لأن الأمر يتعلق

بحماية نفسك وأبنائك من مشكلات كبيرة متوقعة.

أما بخصوص زوجتك فإن كانتْ عاقلةً فسوف تَتَفَهَّم وضعك وسلوكك

الطريق القويم، ولا مانعَ مِن أن تُلمِّح لها تدريجيًّا حول طبيعة نشأتِك السابقة،

إن رأيتَ أنَّ هذا لا يضرُّ بحياتك الزوجية!

أسأل الله أن يصرفَ الله عنك الشر والبلاء، وعليك باللجوء لربِّ الأرض والسماء،

والإكثار مِن الدعاء، فلا يملك صَرْف الشر إلا هو سبحانه؛

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }

[غافر: 60].

والله الموفق

منقول للفائدة


رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق