السبت، 2 نوفمبر 2019

الأمثال في السنة (25)

الأمثال في السنة (25)

مثل المكوث في الدنيا
عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

( نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ، فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ،
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً؟ فَقَالَ: (مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا!
مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا)(1).

شرح المفردات(2):

(فَأَثَّرَ) مِن التَّأْثِير، أَي: أَثَّرَ الْحَصِيرُ.

(وِطَاءً) بِكَسْرِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا كَكِتَابٍ وَسَحَابٍ أي: فِرَاشًا.

(مَا أَنَا وَالدُّنْيَا) أي: مُجْتَمِعَانِ مُفْتَرِقَانِ.

مفهوم الحديث:

قَالَ الْقَارِي: مَا نَافِيَةٌ، أَي: لَيْسَ لِي أُلْفَةٌ وَمَحَبَّةٌ مَعَ الدُّنْيَ، وَلَا لِلدُّنْيَا أُلْفَةٌ
وَمَحَبَّةٌ مَعِي حَتَّى أَرْغَبَ إِلَيْهَ، وَأَنْبَسِطُ عَلَيْهَا وَأَجْمَعُ مَا فِيهَا وَلَذَّتِهَ،
أَو اسْتِفْهَامِيَّةٌ أَيْ: أَيُّ أُلْفَةٍ وَمَحَبَّةٍ لِي مَعَ الدُّنْيَ، أَوْ أَيُّ شَيْءٍ لِي مَعَ الْمَيْلِ
إِلَى الدُّنْيَا أَوْ مَيْلِهَا إِلَيَّ؛ فَإِنِّي طَالِبُ الْآخِرَةِ وَهِيَ ضَرَّتُهَا الْمُضَادَّةُ لَهَا(3).

وجه الشبه: سُرْعَةُ الرَّحِيلِ وَقِلَّةُ الْمُكْثِ وَمِنْ ثَمَّ خَصَّ الرَّاكِبَ.

فوائد الحديث:

1- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، وزهده في الدنيا ومتاعها الفاني.

2-حقارة الدنيا، وسرعة رحيل الإنسان عنها وإن عمر فيها ما عمر.

3- على المسلم أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، بأن يتقلل من الدنيا،
ويحرص على ما يبقى في الآخرة فإنها دار القرار، وإليها المآل.
-----------------
(1) جامع الترمذي، برقم: (2377). وابن ماجه، برقم: (4109).
وصححه الألباني، ينظر: الجامع الصغير وزيادته، 1/ 1061، برقم:
(10605). وصحيح الجامع، برقم: (5668).

(2) تحفة الأحوذي للمباركفوري، 7/ 40-41.

(3) المرجع السابق، 7 / 41.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق