الخميس، 7 مايو 2020

خلافات ابنتك مع أقرانها


خلافات ابنتك مع أقرانها


تكاد تكون الخلافات بين الطفل وأقرانه أكثر عمقاً في صفوف الإناث، توشك
أن تتحوّل إلى مشكلة تولّد الكراهية والحقد، إذا عالجتها الأم بصورة
سطحية أو خاطئة.

وإذ تشرح الاختصاصية في علم الاجتماع ابتسام حسن سنان أن الشعور
المفرط بالغيرة والذي يراود الأطفال ما بين سنّ 3 و5 سنوات، ويلاحظ
في صفوف البنات أكثر من البنين، هو السبب الرئيس المسؤول عن هذه
المشكلة، تقدّم إرشادات لقارئات "سيدتي" عن كيفية معالجتها.

تتخلّل علاقة الصداقة في مرحلة ما قبل المدرسة نزاعات عدّة، حيث يتعامل
الطفل مع أقرانه بطبيعته الخام. وتؤثّر الصداقة على البنت بشكل أكثر
وضوحاً، إذ تتحوّل صديقتها إلى محور اهتمامها، تتشبّه بها في أحيانٍ عدة،
إلا أنّها تحزن من تواصلها مع آخرين، وقد يتحوّل هذا الأمر إلى خلاف
بينهما. ولكن الخبراء يوضحون أن لهذه الخلافات المتواصلة، وعلى الرغم
من أنها تسبّب الإزعاج للأهل والمعلمين فوائد عدّة، فمن خلالها يتعرّف
الأطفال على بعضهم البعض، ويجرّبون المشاعر المختلفة من الابتعاد
والتقارب والانتصار وتقبّل الهزيمة، كما سيتعلّمون أخلاقاً لا تنبعث
من النفس إلا في مثل هذه المواقف، كـ: المران على كظم الغيظ والتحكم
في النفس وضبط اللسان واحترام خصوصيات الآخرين والتسامح،
والاعتذار والرجوع عن الخطأ.

ولعل أبرز سبب مسؤول عن الخلافات بين الأطفال يكمن في الغيرة من
بعضهم البعض، إذ يتّصف الصغار بالأنانية وحب الظهور، وتتملّكهم رغبة
جامحة في إشباع حاجاتهم بدون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية.
ويراودهم شعور مفرط بالغيرة ما بين سنّ 3 و5 سنوات، ويلاحظ
في صفوف البنات أكثر من البنين.

والغيرة هي أحد المشاعر الطبيعية التي يجب أن تتقبّلها الأسرة كحقيقة
واقعة، بدون أن تسمح في الوقت عينه بنموّها، فنسبة ضئيلة منها تحفّز
على التفوّق، ولكن يصيب العكس الطفل بضرر بالغ، حيث تطبع سلوكه
مظاهر سلبية، أهمّها: العدائية والأنانية والغضب والانزواء، وقد تصاحبها
سلوكيات مرفوضة كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد.
وتقود نحو ضعف ثقة الطفل بنفسه،

وتعرّضه لمشكلات نفسية، وخصوصاً البنات، لما يصاحبها من إحساس
بالعجز والحقد على أقرانها الذين تمكّنوا من تحقيق النجاح الذي
لم تستطع تحقيقه!

حلول مقترحة
ويجدر بالأم التوضيح لابنتها أنّ الصداقة عبارة عن مشاعر سامية، يجب أن
تكون مبنية على الأخلاق والاحترام المتبادل بين الطرفين، كما الصدق في
الكلمة والفعل والإخلاص والوفاء، فإن توافرت هذه العوامل بين الطفلة وبين
من تصادقها، تعدّ هذه الصداقة من العلاقات الثمينة التي قلّما يمكن أن تحظى
بها. ويجب أن تحذّرها من أن تكون سبباً لحزن أو ضيق أو جلب
المشكلات لصديقتها.

وللحدّ من الخلافات بين الأطفال، أو للوقاية من آثارها السلبية، يجب:

• إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة.

• تعويده على أن يشارك حب الآخرين.

• تعليمه أنّ الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر،
وأنه يجدر بالمرء أن يحترم حقوق الآخرين.

• حثّه على المنافسة الشريفة مع الآخرين.

• بث الثقة في نفسه وتخفيف شعوره بالنقص أو العجز.

• دفعه إلى تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب بدون غيرة
من تفوّق الآخرين عليه بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه.

• تعويد الأناني على احترام وتقدير الجماعة، ومشاطرتها الوجدانية،
ومشاركة الأطفال في اللعب وفي ما يمتلكه من أدوات.

• إقلاع الآباء والأمهات عن المقارنة الصريحة، واعتبار أنّ لكل طفل
شخصية مستقلّة تمتلك استعدادات ومزايا خاصة.

• الحزم فيما يتعلّق بمشاعر الغيرة إذا لوحظت لدى الطفل، لناحية إغفال
إبراز القلق والاهتمام الزائد فيها، كما الامتناع عن عدم ملاحظتها لدى من
لا ينفعل، ولا تبدو عليه هذه الأحاسيس مطلقاً.

دراسة: البنت تختار الصديقة التي تشبهها
تبيّن دراسة أنّ أطفال ما قبل المدرسة ينشئون الصداقات مع أبناء جنسهم
أكثر ممّا يفعلون مع أفراد من الجنس الآخر، ومع ازدياد توجّههم نحو
الاجتماعية، يزداد ميلهم إلى الارتباط الوثيق بعدد قليل من الأتراب. وتلاحظ
أنّ التشابه في السن والحياة الاجتماعية والنشاط البدني يؤثر في الصداقة
بين الأولاد، وأنّ البنات اللاتي صرن صديقات كن متشابهات في مجال
المشاركة الاجتماعية والسن والنشاط البدني. وتخلص إلى أنّ الأطفال في
هذه المرحلة يعقدون صداقة مع فرد أو اثنين، ولكن هذه الأخيرة قد تتبدّل
بسرعة، حيث يميل الأطفال في هذه السن إلى المرونة اجتماعياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق