الثلاثاء، 5 مايو 2020

العبادة شطران

العبادة شطران

العبادة شطران: شطرٌ محبة لله سبحانه، وشطرٌ ذل له عز وجل.

فأما الشطر الأول وهو المحبة لله سبحانه فمعناه: أن يكون الحب كله لله
سبحانه، فلا يحب معه سواه، وإنما يحب لأجله وفيه، كما يحب المؤمن
أنبياءه ورسله وملائكته وأولياءه؛ فمحبتنا لهم من تمام محبته سبحانه
وتعالى، وليست محبة معه، أما محبة الفساق فقد قال الله عنها:

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ}
[البقرة:165]،

ومحبة الله سبحانه إنما تتحقق باتباع أمره واجتناب نهيه، فعند اتباع الأمر
واجتناب النهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة، ولهذا جعل تعالى اتباع
رسوله عَلَمًا عليها وشاهدًا على مَن ادَّعاها، فقال تعالى:

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ} [آل عمران:31].

وأما الشطر الثاني: وهو الذل والخضوع، فهو المعنى العربي للعبادة؛ تقول
العرب: طريق مُعبَّد يعني: مذلل، والتعبد هو التذلل والخضوع.

▪وشيخ الإسلام يجمع هذه المعاني في تعريفه للعبادة فيقول:
"العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال
والأفعال الظاهرة والباطنة".

والعبادة لازمة للمسلم حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى، لقوله عز وجل:
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] ،

▪قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار
التكليف، ومَن زعم أنه يصل إلى مقام يسقط عنه فيه التعبد؛ فهو زنديق كافر
بالله وبرسوله، بل كلما تمكن العبد في منازل العبودية كانت عبوديته أعظم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق