الاثنين، 3 أغسطس 2020

زوجتي تتلذذ بمخالفتي

زوجتي تتلذذ بمخالفتي


قال : ماعدتُ أطيق صبراً على زوجتي ، إنها تخالفني في كل شيء ، تعاندني

وتعصي أوامري ، ترفع صوتها فوق صوتي، حتى إني أفكر في تطليقها ،

فهل أُطلّقها ؟

ابتسمت وقلت : لاأريد أن أقول إن النساء جميعهن هكذا ، لكني أقول: إن

ماتشتكيه في زوجتك يشتكيه رجال كثيرون في زوجاتهم ، بدرجات متفاوتة.

قال : إنها تتلذذ بمخالفتي ، وأحس بها تنتشي حين تنجح في إثارة غضبي !

قلت : من هنا تبدأ في علاجها.

قال : لم أفهم قصدك ؟

قلت : إذا نجحتَ في ألا تغضب ، فقد بدأت في تجريدها من أسلحتها ،

وأشعرتها بضعفها وقوتك.

قال : تعني أن عليّ ألا أغضب مهما استفزتني ؟

قلت : نعم .. لاتغضب وإن خالفتك ، وإن عصتك فلم تُطع أمرك.

قال : ألايشجعها هذا على التمادي في عصياني ؟

قلت : عدم غضبك لايعني موافقتك على عصيانها أمرك.

قال : ماذا أفعل إذن ؟

قلت : أعرض عنها ، واهجرها في المضجع ، كما أمر الله سبحانه.

قال : وماذا أيضاً ؟

قلت : ادعُ الله أن يُصلحها لك.

قال : أتمنى أن أعرف لماذا تحب أن تخالفني في أكثر ماأقوله ؟!

قلت : كما ذكرتُ لك .. هذا طبع تكاد تشترك فيه النساء ، حتى إنك لو وافقتها

على رأيها_ إيثاراً للسلامة _ فقد تتراجع عن رأيها لتبقى مخالفة لك !

وقديمًا قالوا : إذا أردت أن تجعل المرأة تغير رأيها .. وافقها عليه !

ضحك وقال : يبدو أنني لم أكُن أفهم المرأة ، اسمح لي أن أرجع إليك

كثيرا لتشرح لي طبيعتها ، وكيف أنجح في التعامل معها.

قلت : أهلا بك ، لكن إحاطتك بقوله صلى الله عليه وسلم :

(ولن تستقيم لك على طريقة) يُغنيك كثيرا عن الرجوع إليّ.

قال : هل جاء قوله صلى الله عليه وسلم (ولن تستقيم لك على طريقة)

في حديث صحيح ؟

قلت : الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

قال : وهل يعني هذا أنها ستخالفني دائما ؟

قلت : قال النووي في شرح الحديث (في هذا الحديث حثّ على ملاطفة

النساء ، والإحسان إليهنّ، والصبر على عِوج أخلاقهن، واحتمال ضعف

عقولهن ، وكراهة طلاقهن بلاسبب، وأنه لايُطمع في استقامتها).

قال : جزاك الله خيرا .. ليتني عرفت هذا من قبل ، لكنت تجنّبت كثيرا

من مجادلاتي لها ..مجادلات عقيمة ، لم نكن نجني منها إلا الغضب والصراخ

والشجار والقطيعة.

قلت : أحسنت ..ولعلك مستقبلا تحرص على عدم فتح أي جدال معها ،

حتى لو فتحته هي فإن عليك

أن تنهيه فوراً بأي كلمة طيبة تهدئها وتُطفئ غضبها ،

وتغلق بها باب الجدال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق