الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

قلة الصبر على القراءة وأثرها على المجتمع

 قلة الصبر على القراءة وأثرها على المجتمع


منذ القدم وللمعرفة وسائلها وأساليب انتشارها ,ومنذ القدم كان الكتاب أشهر تلك الوسائل وأهمها ,وما زال حتى اليوم الوسيلة الأولى بلا منازع ,

رغم ما تخلقه القراءة من قوة فكرية , نرى الاهتمام بالقراءة في الوطن العربي أقل بكثير من الدول الأخرى ,ولوحظ ذلك في تراجع مبيعات الكتب في الوطن العربي .

مقارنة بعدد السكان المتزايد ولم نر أي تطورات جديدة في هذا المجال منذ سنوات كثيرة , بل رأينا محدودية وقلة في الكتب المنتجة . (9)

بل أن وقعنا فيه نسبة ليست بالهينة لديها نفور عجيب من القراءة حتى للأشياء البسيطة مثل التعليمات والارشادات

والتوجيهات التي نجدها في الدوائر والمؤسسات والأسواق والشوارع واللوحات الدعائية والكتالوجات المرفقة مع الكثير من المنتجات و الوصفات الدوائية ..... الخ .

وأسلافنا كانوا يعون أهمية هذا الأمر

(( فهذا ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ يقول كما في صيد الخاطر

فإن قلت إني قرأت أكثر من عشرين ألف مجلدة وأنا في الطلب فأنا مقل. والمجلد ليست كمجلداتنا هذه عشرين ألف في الطلب.

لا يمكن أن يقرأ هذا الكم الهائل وهو كريم في وقته. وابن جرير الطبري عندما أراد أن يكتب تاريخ الإسلام والتفسير قال:

إيتوني بثلاثين ألف و4رقة. فقالوا: يا إمام هذا تنقطع دونه أعناق الإبل. فقال: الله المستعان ذهبت الهمم )) . (10)

حتى على مستوى الحكام كان الخليفة المأمون بن هارون الرشيد يعطي بعض المترجمين.....أمثال حنين بن اسحق, وزن الكتاب الذي يترجمه ذهباً.

حتى ان مكتبة بغداد في عصره بلغت اتساعاً منقطع النظير

وكان المأمون يغدق على من يؤلف الكاب أو يترجمها أيضاً . (8)

ولو قارنا الأمثلة السابق بوقتنا الحاضر سنجد (( قلة الصبر على القراءة والمطالعة ,فقد أصبح كثير من الأشخاص

لا يقوون على مداومة القراءة ويفتقدوا الأناة وطول النفس, ولا يملكون الصبر على المطالعة في الكتب ,

وحينما يبدأ أحدهم بالاطلاع على الكتاب سرعان ما يضعه جانبا وينشغل بأمر آخر.

وفقا لتقرير اليونسكو ,فإن أعلى نسبة للأمية تتواجد في الوطن العربي ,والقراءة تأتي في المرتبة الأخيرة

بالنسبة لاهتمامات المواطن العربي بعد ما تعددت هواياته واهتماماته ,فبلغ معدل القراءة عند الفرد في الوطن العربي (6)دقائق سنويا مقابل (200)

ساعة للفرد في أوروبا وامريكا . وأن الطفل الامريكي يقرأ تقريبا (6)دقائق في اليوم , بينما يقرأ الطفل العربي(7)دقائق سنويا .

كما أن عدد ما يصدر من الكتب في الوطن العربي سنويا حوالي (5000)كتاب ,مقابل (35000)في اليابان و(85000)في امريكا .

وقدر عدد المدونات العربية بحوالي 490 ألف مدونة ,وهي نسبة تتعدى 0,7 في المائة من مجموع المدونات عالميا,

وجميع هذه الأرقام لا تخلق إلا الخوف على شعوبنا من تفاقم نسب الأمية والجهل في المستقبل .

وعدم مقدرتنا حينها على مواكبة الأمم المتقدمة وإدراكها وتصبح امة اقرأ على حضيض الجهل

والتخلف الفكري ,وهذا بالطبع يمثل معادلة غير عادلة )). (9)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق