الجمعة، 22 يناير 2021

روائع الإعجاز النفسي (50)

 
روائع الإعجاز النفسي (50)


الضغط النفسي وارتفاع الكولسترول
نشرت مؤخراً دراسة بيَّنت الصلة بين تغير نسبة الكولسترول في الدم،
ومدى تأثر الفرد بالشدة النفسية، وطريقة تعامله معها .إذا تعرض شخص
ما لضغط نفسي، واستسلم لتأثيرات الشدة عليه، فإن مستوى الكولسترول
يتدهور ليزداد سوءاً خلال السنوات القليلة التالية، بالمقارنة مع الأشخاص
الذين لم يتعرضوا لهذا النوع من الشدة.

الدراسة التي أشرف عليها أندرو ستبتو، من جامعة لندن، شملت 200
شخص من الجنسين في المرحلة المتوسطة من العمر، ولم يسبق لأحدهم
أن تعرض لمشاكل قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم. وتم أخذ عينات من دم
كل منهم، مع تقييم مستوى الشدة النفسية لدى كل فرد. ومن بعدها تم
تعريضهم لاختبارين نفسيين مختلفين، قيس بعدهما مباشرة مقدار
الكولسترول في الدم، فظهرت زيادة عن المستوى الطبيعي له.

وعند تكرار المعايرة بعد ثلاث سنوات، كانت النتيجة معها أن ظهر نفس
مستوى الارتفاع في الكولسترول لدى الجنسين بصورة متساوية، مع
مراعاة بعض العوامل، مثل مؤشر حجم كتلة الجسم والتدخين والعلاج
الهرموني وتناول الكحول.

يقول الباحث ستبتو في دراسته التي نشرت في العدد الاخير من مجلة
Health Psychology إن تجاوب الكولسترول مع مستوى الشدة
النفسية مخبرياً يعكس على الأغلب كيفية تفاعل الأشخاص مع التحديات
التي يواجهونها في كل يوم. لذا كلما كان تفاعل الكولسترول للشدة أكبر
تزداد الاستجابة للانفعالات النفسية اليومية. وتراكم هذه الاستجابات مع
انفعالات الحياة المستمرة يؤدي إلى زيادة في نسبة الكولسترول أو الدهون
عموما في السنوات الثلاث التالية.

وقال: لابد لنا أن نعرف أن تفاعل الشخص مع الجهد أو الشدة النفسية
هو أحد الآليات التي قد ترفع من مستوى الكولسترول في الدم. واتضح أن
للشدة النفسية أشكالاً عديدة، منها التعايش مع مرض مزمن، التقدم إلى
وظيفة أو امتحان، التعافي من خسارة مالية، حساب المصروف اليومي،
ويمكن أن تزداد تأثيراتها مع الزمن، علما أن تفاعل الأشخاص مع هذه
الحالة يختلف من فرد لآخر.

وهكذا فإن العديد من الدراسات جميعها تؤكد على خطورة الضغوط النفسية
وعدم علاجها والاستسلام لها، ومن هنا ربما ندرك لماذا كانت الآيات التي
تتحدث عن الصبر كثيرة في القرآن الكريم، وسيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم هو الصابر الأول، وهو القدرة لنا في الصبر وعلاج الضغط النفسي.
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق