الاثنين، 18 يناير 2021

من أسباب تعلم أسماء الله

 من أسباب تعلم أسماء الله


بعض الأمثلة التي تبين أثر الجهل بأسماء الله على مشاعرنا وسلوكنا:

•• من الصفات العظيمة لله سبحانه وتعالى التي علينا أن نفكر فيها أنه

سبحانه (الرزاق)؛فكم من أوقات تضيق فيها نفوسنا بأمراض قلبية مثل

الحسد والحقد لأننا لا نعلم أن الله هو الرزاق، ولو علم الحاسد أن الله هو

الرزاق لانحلت مشاكله.



و كم من علاقات يكدّرها العتاب تلو العتاب بسبب عدم العلم بأنه حتى

المكالمات والزيارات هي رزق من الرزاق! حتى إقبال الرجل على زوجته

بقلبه إنما هو رزق، فهل كنت تظن أن الرزق مجرد أن تأكل وتشرب؟!



و من الصفات العظيمة لله سبحانه وتعالى التي علينا أن نفكر فيها أنه

سبحانه(تبارك)، وأنه هو الذي يبارك الأشياء، والآن كثرت الأموال،

واتسعت البيوت، وتيسر الإنفاق؛ لكننا مع ذلك نلاحظ بيوتًا مفككة، حالات

طلاق مرتفعة، هناك سيولة ووفرة في الأموال؛ لكن قلما تجد نفسًا راضية!

أتدري لم قلَّت البركة؟



لجهلنا بأنه سبحانه تبارك، وأنه ينزل البركات، وتبعًا لذلك الجهل لم نسأله

البركة، لمن طلب ممن يبارك الأشياء أن يبارك لنا أشياءنا، حتى كلمة

( مبارك) هذه التي نقولها للعروس (بارك الله لك، وبارك عليك) لا نتصور

أننا نطلب من الله الذي تبارك أن يبارك، نحسبها مجرد كلام!



ومن الصفات العظيمة لله سبحانه وتعالى التي علينا أن نفكر فيها أنه

سبحانه ( الصمد)، أنت بعد كل صلاة تكرر أن الله صمد؛ فأين الصمد

في قلوبنا، وقلوب أبنائنا؟! وما بالهم مشتتين خائفين؟! ما بال الناس قد

استحوذ عليهم القلق والاكتئاب، وكل هذه الأمراض التي بدأت تظهر

في بلادنا حتى وصلنا إلى حالة ثنائي القطبين! وهو أشد من الانفصام.

الوسواس، القلق، الانفصام، الاكتئاب، ثنائي القطبين، هذه خمسة أمراض

نفسية موجودة بين المسلمين، وكلها لها دواء واحد: أن يعرفوا معنى أن

الله أحد، وصمد، مجرد أن تعرف أن لك صمدًا تلجأ إليه في كل مخاوفك

هذا وحده كفيل بأن يكفيك كل ما أهمك،



واسم الصمد يدفعك لفهم اسم الوكيل، عندما تقول: (ونعم الوكيل) يعني

أعتقد يقينًا أنني وضعت أمري في يد من يحسن التدبير؛ فيصرفه عني إن

كانشرًا، ويحققه لي إن كان خيرًا، ولو وسوس لي الشيطان فإني أستطيع

أن أرده بكل يسر وسهولة، لأني أعرف من الذي وكلته في قضاء حاجتي،

وأعرف أنه نعم الوكيل، لكن خسارتنا هي في كوننا نكرر ونكرر هذه

الأسماء (أحد وصمد) وبقدر ما نصلي نقولها؛ومع ذلك لا نجد لها بسبب

ضعف العلم إلا ضعيف الأثر في قلوبنا، بل ولا نعرف لمَ أُمرنا بتكرارها!



ما عرفت الله، ولا عرفت حكمته لو ظننت أنه مجرد كلام يقال، وأنه ليس

لتكراره ذاك الشأن هذا غيض من فيض يبين أثر فقد معرفة أسماء الله

على كل تفاصيل الحياة، فما أحوجنا إلى معرفة الله والعلم بأسمائه وصفاته.

إن من سبقنا كانت معرفتهم بالله -عز وجل- أقوى، ولذلك كانت نفوسهم

أكثر استقرارًا،وحياتهم أكثر أمانًا، رغم قلة المال. وعلى هذا؛ فما تراه اليوم

من فساد في السلوك والأخلاق والقيم؛ لا تبحث له عن حلول مختلفة

عن التي كان عليها من سبقنا! قد قوّمتهم وعالجتهم معرفة الله؛

فلتقوّمك ولتعالجك معرفة الله، وليسعك ما وسعهم!



إن علاج أي مرض نفسي أيًّا كان منشؤه إنما يكون بمعرفة الله؛ لأن الذي

أنشأ هذه النفس هو الذي يداويها . من درس أسباب تعلم أسماء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق