الثلاثاء، 5 يناير 2021

يا للحب!

 يا للحب!


من أقوال أ. وجدان العلي

يا للحب! نعمة الله العظمى التي جعلها كثير من الناس بأفعالهم أكذوبةً كبرى!



حكمــــــة

وأما أنت يا مولانا فتتكئ على وسادة الجفاء، لا تذوق ما ذاق القوم،

ولم تنغمس في تيار مكابداتهم ومواجيدهم، فأنكرت بالقلم القاحل، والقلب

المقفل= أحوالهم وأذواقهم، وكان همك وسَدَمك التبديع والتضليل والرمي

بالفواقر، ثم أنت بعدُ تنتسب نسبة الزور إلى أبي العباس ابن تيمية وأبي

عبدالله ابن قيم الجوزية! ولا والله ما كان أحدٌ في المتأخرين أعذر للقوم ،

وأفسح صدرًا لحمل كلامهم على أحسن المحامل من أبي العباس وأبي عبدالله

رضي الله عنهما، وما ذاك إلا لأنهما نطقا عن وجد، وحررا العلم بقلم الذوق

الصحيح والحال الراسخة. ولقد كان يرد الحال العظيم على شيخ الإسلام

فيقطعه عن الناس ويخرجه من بين البيوت فليس إلا قلبه والخلوة في

الفضاء الفسيح! وكان ذلك حال أبي عبدالله رضي الله عنه، فقد ذكر شيخ

الإسلام ابن رجب وهو تلميذه حال شيخه فقال : وَكَانَ رحمه الله ذا عبادة

وتهجد، وطول صلاة إِلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف

بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إِلَى الَلَّه، والانكسار لَهُ، والاطِّراح

بَيْنَ يديه عَلَى عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله فِي ذَلِكَ! ولا رأيت أوسع منه

علما، ولا أعرف بمعاني الْقُرْآن والسنة وحقائق الإيمان منه..

وَكَانَ فِي مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عَلَيْهِ

من ذَلِكَ خير كثير، وحصل لَهُ جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة،

وتسلط بسبب ذَلِكَ عَلَى الْكَلام فِي علوم أهل المعارف، والدخول فِي

غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بِذَلِكَ، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وَكَانَ

أهل مَكَّة يذكرون عَنْهُ من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه اهـ

ويقول عنه صاحبه ابن كثير رحمه الله كلمة عظيمة كبيرة: "ولا أعلم

في هذا العالم في زماننا من هو أكثر عبادةً منه"! كان هذا حاله، لذلك

أحسن الدخول والفهم والبيان تصويبا وتخطئة، لا بالنفس البارد والكبد

الغليظ، المستتر خلف نسبةٍ هو أبعد الناس منها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق