الثلاثاء، 24 أغسطس 2021

أسرار الكون بين العلم والقرآن (22)

 أسرار الكون بين العلم والقرآن (22)


أفلا يؤمنون ؟
وأمام هذه المعجزة القرآنية، معجزة خطاب القرآن للكفار بأنهم سيرون
هذا الرتق الكوني في بداية الكون، وهم قد رأوا هذا النسيج فعلاً من خلال
أجهزتهم وحواسبهم.

أفلا يستيقنون بأن هذا القرآن هو من عند الله تعالى الذي خلقهم ويسَّر
لهم هذا الاكتشاف وحدثهم عنه في كتابه قبل أن يكتشفوه بأربعة عشر
قرناً! لقد اكتشفوا بداية هذا النسيج وتتراءى لهم ملامح هذه الخيوط
الكونية، ولكننا نراهم يستمرون بالبحث عن هذا الرتق الكوني .
لذلك نجد البيان الإلهي في هذه الآية الكريمة يسألهم: ﴿أفَلا يؤمنون﴾ ؟؟؟

وكما نعلم من معاجم اللغة العربية كلمة الرتق تعني السدّ والفتق تعني
الشق وكلتا الكلمتين تتضمن إشارة صريحة إلى النسيج. والسؤال:
أليس هؤلاء العلماء يردّدون هذه الآية وهم لم يطلعوا عليها؟

وعندما صرح القرآن بأن الكون كان رتقاً أي نسيجاً متماسكاً كالسد
المنيع، نرى علماء هذا العصر يؤكدون وبشدة أنهم يرون هذا النسيج
في المراحل المبكرة من عمر الكون!!

بل إن هؤلاء العلماء لا يشكّون أبداً في وجود هذا النسيج، حتى إنهم بدأوا
يتساءلون عن الكيفية التي حُبكت فيها هذه الخيوط الكونية العظمى.
وتأمل معي هذا النسيج الذي رسمه الكومبيوتر على شبكة ثلاثية الأبعاد
لجزء كبير من الكون المرئي ونرى فيه بوضوح أن ما نبصره في هذا
الكون أقل بكثير مما لا نبصره!


من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
للدكتور عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق