الأحد، 22 أغسطس 2021

الخبيئة

 


الخبيئة


[إخفاء العمل الصالح]

قد كان السلف - رضوان الله عليهم - يحثون على إخفاء العمل عن الناس،
وكانوا يعدون ذلك من أعظم أسباب الثبات على الإيمان.

فكان بعضُهم ربما أغرقتْ دموعُه في الليل الوسادةَ من خشية الله،
ولَم تشعر به امرأتُهُ وهي بجواره!
وربما تصدق أو أنفق، ولَم يعلم بنفقته أهلُ بيته!

قال عَبْدُ الله بنُ دَاوُدَ الخُرَيبي - رحمه الله تعالى - :
"كانوا يستحبون أن يكون للرجل خَبِيئَةٌ
من عمل صالح لا تعلمُ به زوجتُه ولا غيرُها".
(تهذيب الكمال ٤/ ١٢٢)

وكل ما كان العمل سرًا بين العبد وربه، كان الأجر أعظم،
وكانت حلاوة الإيمان في القلب أكثر.

وكلما كان العبد حريصًا على الإخلاص، لم يضره ما أنفق، ولم يضره عدم
شكر المعروف الذي قدمه، لأنه يقول بلسان الحال قبل المقال:
{ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً *
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً }

فكانت النتيجة التي نسأل الله إياها:
{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}
إلى آخر الآيات.

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وقنا شر أنفسنا،
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق