الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

سيارة بدون وقود

 سيارة بدون وقود


الشغف بالابتكار، العمل بجهد والإصرار على النجاح، صفات تقاسمها فريق شاب مكون من 16 طالبا ينتمون إلى المدرسة الوطنية العليا للمعادن في العاصمة المغربية الرباط، وقادتهم للتعاون المشترك من أجل ابتكار سيارة تعمل بالطاقة الشمسية.

وبعد سنوات طويلة من البحث والتطبيق والاختبار، تمكن فريق الطلبة "Mines Rabat Solar Team" المشرف على الفكرة من إخراج سيارة "إيليادورا 2" الصديقة للبيئة إلى النور.
تقول إيمان عوا، مسؤولة التواصل داخل فريق الطلبة المهندسين إن "ابتكار هذه السيارة لم يكن بالأمر الهين، حيث تطلب الكثير من الوقت والجهد، ولا زال العمل مستمرا على تطوير المركبة، لكي تستجيب لجميع المعايير التقنية التي تخول لها المشاركة في المنافسات الدولية".
وتتطلع إيمان كباقي زملائها في الفريق إلى إنتاج المزيد من السيارات والرفع من جودتها، مع عقد شراكات مع مقاولات عاملة في المجال لمساعدتهم على تطوير هذا النوع من المشاريع داخل المغرب.

بين أسوار المدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط، ولدت سنة 2014 فكرة صنع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، في أذهان مجموعة من الطلبة الذين تملكهم شغف البحث والابتكار.
تحكي إيمان عوا لـ"سكاي نيوز عربية" كيف انصب العمل في السنوات الأولى من التجربة على دراسة المشروع ووضع التصاميم قبل أن ينتقل الفريق بعد ذلك إلى عملية التركيب، ليتولى طلبة جدد مهمة التطوير خلال السنوات المتعاقبة.
وتقوم فكرة المشروع على أن يتحمل في كل سنة فريق جديد من الطلبة مسؤولية المشروع، ويعمل على تطوير المركبة الشمسية التي اشتغلت عليها الأفواج السابقة، من أجل بلوغ نتائج أفضل.
وتقول إيمان: "لقد تمكن الطلبة المهندسون الذين أشرفوا على المشروع سنة 2017، وبعد حوالي عامين من العمل المستمر، من التوصل إلى نتيجة تعتبر هي الأفضل إلى اليوم، وهي السيارة الجديدة التي تحمل اسم "إيليادورا 2".
وبعد تجربتين سابقتين، نجح الطلبة المبتكرون في تقديم "إيليادورا 2"، ويعمل الفريق الشاب حاليا على تجهيزها قصد المشاركة في التظاهرات الرياضية الدولية الخاصة بهذا النوع من السيارات.

وتبلغ سرعة هذه المركبة 120 كيلومترا في الساعة، بفضل استخدام ألياف الكربون -الصديق للبيئة- في صناعتها، كما عمل مطوروها على تغطيتها بألواح شمسية أحادية البلورة، مع تحسين البطاريات والطاقة ونظام القياس عن بعد.
ومن بين التحديات التي تواجه فريق العمل اليوم، وفق إيمان عوا، إعطاء السيارة وزنا خفيفا، والرفع من سرعتها، وخلق نوع من التوازن بين الشحن عبر الطاقة الشمسية والكهربائية لكي تكون قادرة على قطع مسافات طويلة دون توقف خلال المشاركة في المنافسات الدولية.
وتشير المتحدثة إلى أن توقف الدراسة بشكل حضوري خلال فترة انتشار فيروس كورونا في المغرب، كان له تأثير سلبي على وثيرة العمل داخل المجموعة، مما انعكس بشكل خاص على مدة إنجاز بعض المهمات التي تدخل في إطار تطوير المركبة المتواجدة داخل ورش المدرسة العليا للمعادن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق