الجمعة، 26 نوفمبر 2021

عبادة السر

 

عبادة السر


*وقد يرفع الله مقامك بخبيئة لك أسررتها لكنها لا تخفى عليه .*

قال أحمد بن حنبل:
"ما رفع الله ابن المبارك إلا بخبيئة كانت له".

عبادة السر وطاعة الخفاء .. دليل الصدق،
وعنوان الإخلاص، وعلامة المحبة، وأثر الإيمان.
عبادة السر وطاعة الخفاء .. لا يستطيعها المنافقون،
ولا يقوى عليها الكذابون، و لا يعرفها المدعون.


يقول الحسن: "ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض
من عمل يقدرون
أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا".

قال ابن الجوزي: "من أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب
بنشر طيبه، فالله الله في إصلاح السرائر؛ فإنه ما ينفع مع فسادها
صلاح الظاهر".

قال ابن المبارك: "ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة
ولا صيام إلا أن تكون السريرة".

قال ابن الجوزي: " ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺨﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻪ ﺫﻧﺒﺎ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﻪ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﻦ، ﻟﻴﻌﻠﻢﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺑﺎ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﻣﻞ. ﻭﺇﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﺘﻌﺮﻑ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺗﺤﺒﻪ، ﺃﻭ ﺗﺄﺑﺎﻩ، ﻭﺗﺬﻣﻪ، ﺃﻭ ﺗﻤﺪﺣﻪ ﻭﻓﻖ ﻣﺎﻳﺘﺤﻘﻖ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻛﻞ ﻫﻢ، ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺷﺮ.
ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻠﺢ ﻋﺒﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻖ، ﺇﻻ ﺍﻧﻌﻜﺲ
ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻭﻋﺪ ﺣﺎﻣﺪﻩ ﺫﺍﻣﺎ."
( صيد الخاطر )

وقال ابن الجوزي أيضا:
"لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه
والقلوب تنبو عنه، وقدره في الناس ليس بذاك، ورأيت من يلبس فاخر
الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته؛
فتدبرت السبب فوجدته السريرة".

قال محمد بن واسع: "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح
آخرته أصلح الله له دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله
ما بينه وبين الناس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق