الخميس، 30 مارس 2023

أفطرت في رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام


أفطرت في رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام


السؤال

كنت أعاني من وسواس قهري ، وأتناول أدوية عصبية ، فلم أستطع صيام
رمضان وسمح لي الطبيب بالإفطار ، لم أقض رمضان الأول هذا ؛ لأني كنت
أخضع لامتحان الشهادة الثانوية ، ولم أعلم أنه يترتب عليه حكم شرعي
مختلف ، ودخل علي رمضان الثاني وصمته بشكل طبيعي ، أردت بعده أن
أقضي رمضان الأول ، لكني كنت كلما أردت الصيام يهبط ضغطي كثيرا
وأشعر بالإرهاق ، ولم أستطع القضاء حتى مر رمضان الثالث صمت منه 5
أيام ، عانيت بسببها كثيرا ضغطي قد يصل ل 80/30 أو أقل ، ولا أستطيع
أن أنهض من سريري ، وعانيت من الهبوط بسبب أيام الصيام هذه حوالي
شهر أو أكثر ، وأخشى ألا أستطيع صيام رمضان القادم . لا أملك مالا لأطعم
به ، ولا أملك مالا لمتابعة طبيب للعلاج أو معرفة سبب هذه المشكلة ما هو

الحكم الشرعي المترتب على حالتي ؟

الجواب
الحمد لله.

اتفق الأئمة على أنه يجب على من أفطر أياماً من رمضان أن يقضي تلك
الأيام قبل مجيء رمضان التالي، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري
(1950) ، ومسلم (1146) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت :
كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ

، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; .

قال الحافظ ابن حجر:وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز
تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ انتهـى من فتح الباري

(4 / 191).

فإن أخر القضاء حتى دخل رمضان التالي فلا يخلو هذا التأخير إما أن يكون
لعذر أو لغير عذر ، فأما من أخَّر لعذر فلا إثم عليه ولا يلزمه سوى القضاء ،
وأما من أخر لغير عذر فهو آثم بتأخيره وعليه القضاء قطعا ، ولكن هل
يلزمه مع القضاء إطعام أم لا ؟ هذا محل خلاف بين أهل العلم ، والراجح أنه

لا يلزمه الإطعام

وعلى هذا ، فعليك قضاء ما أفطرتيه من أيام في رمضان في السنوات
الماضية ، وذلك إذا كنت تستطيعين الصيام ، فإن تعذر عليك الصيام صيفا
وأمكن ذلك شتاء فإنك تصومين ما عليك من أيام في الشتاء .

فإن تعذر عليك الصوم بسبب المرض ، وكان هذا المرض مستمرا معك بحيث
لا يمكنك الصيام في المستقبل – حسب كلام طبيب ثقة- فإنه لا صيام عليك ،
وعليك أن تطعمي عن كل يوم أفطرتيه مسكينا ، فإن لم يكن معك مال سقطت
الفدية (الإطعام) عنك ، ولا يلزمك شيء ، لأن الله تعالى لا يكلف نفسا

إلا وسعها .
والله أعلم .

المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق