الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

تصدق على فقراء الأخلاق


آذى رجل الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له " إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل وإلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك "

فما أجمله من خُلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق

كــم قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة

قلوبًا مختلفة

ألسنة مختلفة

قلوبًا أحبتنا وأحببناهم

وقلوبًا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد

أمـــا الألــســنـــة

ألسنة سمعنا منها كل الخير

و ألسنة عانينا منهم

ألسنة سعت لتفسد علينا حياتنا

ألسنة أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا

فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها

فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا

ألسنة تمنت زوال الخير عنا

و أمام هذه القلوب و الألسنة  

نقف أحيانًا حائرين .. متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم

و نـتــســـاءل ؟؟

لما هذه المعاملة السيئة ؟؟ 

لما هذا الحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟؟ 

لما قلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟؟

فنجد أنفسنا أمام طريقين

طريق اتباع هوى النفس

أن نعاملهم بمعاملتهم .. ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم

أو طــريـــق الــتــصــدق ؟؟؟؟؟ 

فلنسلك جميعًا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الأخلاق 

فهؤلاء لو حسنت أخلاقهم .. لحسنت قلوبهم  

وملأها الإيمان الصادق .. حب العفو والخير للغير و لما كان هذا فعلهم

و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن نلزم أنفسنا و قلوبنا الطريق الثاني ..

طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته ..

طريق التصدق عليهم( 

فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا  

و نـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا

من أن تُلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لأفعالهم والتألـم لفعلهـم وقولهـم

فـنـمـلأ قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم
 
والـتـغــاضـي عـن سـوء أفـعـالـهــم

بـــل

و الـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا 

(( ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (فصلت:34(

فيا كل من قابل قلوبًا وألسنة أساءت إليه
تصدق على فقراء الأخلاق

 

راق لي فنقلته لكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق