الخميس، 18 يوليو 2013

تكرار الدفن في مقابر قديمة


 
الســــؤال :
 
أولا : لدينا في محافظة بدر مقبرة عامة ،
 وفي وسطها مكان يزعم البعض من الأهالي
أنه قد دفن فيه شهداء بدر.
وقد خصصت بعض القبائل الدفن لموتاهم حول هذا المكان.
 لا يدفنون موتاهم إلا حوله ، حتى تراكمت القبور بعضها على بعض،
 وصار امتهانا للقبور، حيث توطأ بالأقدام.
 وربما يحصل نبش للقبور من جراء عدم توفر الأماكن ،
 حول قبور الصحابة كما يزعمون... فما حكم هذا العمل ،
 ولا سيما أن هذه المقبرة يأتيها الزوار من كل مكان ،
 ويحصل عندها بدع وشركيات ، وخرافات مخالفة للدين والعقيدة ؟
 
ثانيا : ما حكم نبش القبور في هذه المقبرة بدون ضرورة،
 ولا سيما أنه يمكن إيجاد مقبرة أخرى عامة لأهالي بدر ،
 بدلا من هذه المقبرة التي ازدحمت فيها القبور ،
 بدون تنظيم وأصبح الإنسان ،
الذي يشيع جنازة يجد مشقة في المشي على هذه القبور؟
 
ثالثا : ما حكم تخصيص بعض القبائل
أماكن في المقبرة العامة لدفن موتاهم فيها ،
 لا يدفن فيها غيرهم حتى أصبحت المقبرة تجزأ
(هذا المكان لآل فلان، وهذا لآل فلان ) ؟
 
الإجــابــة :
 
أولا : يجب دفن كل ميت وحده في قبر مستقل ،
 كما كان عليه الحال في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -،
 ولا يدفن في القبر أكثر من ميت ،
 إلا عند الضرورة في حال كثرة الأموات ، بسبب الحروب أو الوباء ،
كما حصل في غزوة أحد ، من دفن الاثنين والثلاثة في قبر واحد ،
بأمر النبي، صلى الله عليه وسلم.
 
ثانيا : يجب احترام الموتى في قبورهم ،
 التي سبقوا إليها وصارت موضعا لدفنهم ووقفا عليهم؛
ولأن حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا ، فلا يوطأ على قبره،
ولا يجلس عليه، ولا ينبش إلا لعذر شرعي،
وبفتوى معتمدة من الجهة المختصة بالإفتاء ،
 بنقله إلى مكان آخر لسبب شرعي يقتضي ذلك .
 
ثالثا: لا يجوز تكرار الدفن في مقابر قديمة ومضايقة أهلها ،
والاعتداء على قبورهم بدفن أموات معهم فيها ،
أو الدفن بجوارهم بحجة صلاحهم والتبرك بهم،
 وإنما يدفن في بقية فضاء المقبرة الذي ليس فيه قبور.
فإذا امتلأت المقبرة ، ولم يبق فيها فضاء ،
 فإنها تغلق وينتهي الدفن فيها. وينتقل إلى مكان آخر ،
يخصص لمقبرة جديدة احتراما للأموات السابقين ،
 والأموات الجدد كما عليه عمل المسلمين؛ عملا بما تقتضيه الأدلة.
 
رابعا : تستحب زيارة القبور ، وذلك بدون سفر إليها؛
للسلام عليهم والدعاء لهم والاعتبار بأحوالهم ،
 وتذكر الآخرة كما جاء في الأحاديث،
 ولا تجوز زيارة القبور للتبرك بالصالحين، أو الاستغاثة بهم،
 أو غير ذلك من الشرك ووسائله.
 
خامسا  : لا يجوز أن توزع أرض المقبرة العامة ،
على قبائل يدفنون فيها أمواتهم خاصة بهم ،
 والله أعلم.
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق