الأربعاء، 17 يوليو 2013

كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل

كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن وهبتهم عمرك .. ووهبتهم سعادتك .. ووهبتهم طاقتك .. ووهبتهم وقتك ..
ووهبتهم قلبك .. وكامل عقلك .. وبعضك وكلك .. وافتديتهم غاليك  ..
ومنحتهم كل الأشياء الجميلة في حياتك ..
 ورحلوا مخلفينك فريسة لذكرياتهم  ..
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
 
أن مددت يدك إليهم .. وانتشلتهم من بحور أحزانك ..
وانتقيت الشوك من على دروبهم .. واحتسيت المرارة من اجلهم ..
وارتضيت فوق همك بلائهم .. واستيقظت ليلا .. لكي تدعو لك ولهم  ..
وتتوسل الله أن يحفظهم .. وتتضرع إلى الله أن يجمع بينك وبينهم ..
 وتسأل الله بتعطش أن يبقيهم ..
وفتحت عينيك لتجد نفسك في نص الطريق بدونهم .. فيختفون من حياتك ..
مخلفين في ظهرك خنجرهم  .. تاركوك لليل الموحش ..
وذئب مسعور وإعصار يعصف بك حنين إليهم.
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن اكتشفت بأن الزمان لم يعد زمانك .. وان قلوبهم ما عادت تسعك ..
وانك بعد ما أفنيت عمرك  .. وانتظرتهم وفقدت صبرك ..
ورجيت حضورهم بدمعك ..  تخلو عنك .. وكالأطلال خلفوك ..
 وقد انتهوا منك  ..واثبتوا بأنك انتهيت .. وانتهيت صلاحيتك  ..
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن لم تتمكن من نسيانهم .. ما دمت غير قادر على نسيانهم لكن حاول  ..
وحاول مرارا وتكرارا .. واكذب على نفسك كل يوم ..
وقل انك قادر على النسيان  .. وانك ما عدت تشعر باليتم بدونهم ..
وانك ما عدت تشتاق لهم  .. وانك ما عدت تتقصى أخبارهم
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل
أن فارقوك .. وآلم بك الألم والسقم .. فأن الم الفراق لا يدوم ..
وقد لا يدوم إلا قليلا  ..
أو كثيرا .. وحاول أن توهم نفسك بأنك ولدت من جديد ..
واستقبل الحياة بثوب جديد  .. ولون جديد .. وابتسامه جديدة ..
واخفي داخلك ذلك الممزق المتألم بكل أنينه على فراقهم  ..
فــــأنه سيخفق بهم وبدونهم  ..
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل
أن غابت شمسهم .. ورحلت معها أحلامك وأحلامهم ..
وانتظر شروق يوم جديد  .. بشمس جديدة .. وأحلام جديدة ..
وان طال بك ليلك .. ثق ثقة عمياء  .. بأن لابد للشمس من ظهور .
كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل
أن وقفت أمام مرآتك .. ولم تستطع تذكر ملامح وجهك  ..
ولمحت في عينيك ذلك الكم من جيوش الأحزان  ..
والتمست بقايا دموعك على وجنتيك  .. وأطفأت الأنوار في غرفتك  ..
وجلست في الركن البعيد كالطائر الصغير  ..
وتذكرت ملامحهم وتفاصيلهم معك  .. وضممت رأسك بين يديك  ..
وبكيت بكاء الأطفال  ..وأوصيت الظلام ان يستتر لحظات ضعفك بدونهم  ..
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
لأنك خسرتهم .. ولأنهم رحلوا ..
ولأن الدنيا أظلمت في عينا قلبك من بعدهم  ..
وضاق بك الوجود بدونهم .. فأنت تعلم بأنهم أبدا  .. لن يعودوا إليك يومًا.

 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن وجدت نفسك في صفحات دفاترهم .. وقلبت الصفحات فيها  ..
ورأيت حلم رسمته معهم .. وقصر بنيته في حقولهم  ..
وشممت بين الصفحات عطرهم .. وبقايا الورد الذي أهديتهم  ..
والتمست على الصفحات دموعهم .. وقرأت بين السطور وعودهم  ..
وانتهت بك الصفحات إلى قرار عنك يبعدهم
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن سمعت في الطريق تراتيلهم ولا تتألم ..
عندما تمشي الطريق الذي كان يؤدي إليهم ولا تعبس  ..
أن انتقيت ألوانهم .. وعطرهم .. وتحدثت بحديثهم ..
واكتشفت بأنهم يسكنون أعماقك أكثر منك ..
 وبكيت على قلبك وعلى مشاعرك
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن غادروك وأنت في أمس ألحاجه إليهم .. وعلمت بعد حين  ..
بأنهم اختاروه سواك .. وتجاهلوك .. وتجاهلوا آلامك  .. وأحزانك ..
ودموعك .. واشتعالك .. وانطفائك .. ومعاناتك .. وضياعك ..
ورحيلك .. وغيابك  ..
 
كفكف دموعك الدنيا ما تستاهل
أن جردتك الدنيا منهم .. وأصبحت في حياتهم عابر سبيل ..
 وأصبحت تسكن قشور الذاكرة  .. وهم يسكنونك كالدم .. ويعيشون ..
ويعيشون .. وآنت ما زلت تحتضر .. وتحتضر .. شيع جثمان أحلامك ..
وامسح دموع قلبك .. وامسح بكفك على جبينك  .. وقبل رأسك في المرآة ..
وقدم الزهور لنفسك  .. وردد بتضرع شديد بينك وبين نفسك  ..
( ربي أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين )  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق