الاثنين، 11 نوفمبر 2013

غربة الدين

في سنن أبي داود و الترمذي
من حديث أبي ثعلبة الخشني رضى الله تعالى عنه قال

 ) سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية
 
 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
المائدة 105
 
 فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت
 شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه
فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام فإن من وراءكم أيام الصبر
 الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين
رجلا يعملون مثل عمله قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
 أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم  )
 
وهذا الأجر العظيم  
إنما هو لغربته بين الناس والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه وفقها في سنة رسوله
وفهما في كتابه وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم
عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم 
  وأصحابه ,فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال
وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم
 منه كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه ,فأما إن دعاهم
إلى ذلك وقدح فيما هم عليه فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل
 وينصبون له الحبائل ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله 

 فهو غريب في دينه لفساد أديانهم غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع
 غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم غريب في صلاته لسوء صلاتهم غريب
في طريقه لضلال وفساد طرقهم غريب في نسبته لمخالفة نسبهم غريب
 في معاشرته لهم  ,لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم وبالجملة فهو
غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا
فهو عالم بين جهال ,صاحب سنة بين أهل بدع ,داع إلى الله ورسوله
 بين دعاة إلى الأهواء والبدع ,آمر بالمعروف ناه عن المنكر
 بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف.فصل النوع الثاني
 من الغربة غربة مذمومة وهي غربة أهل الباطل.وأهل الفجور
 بين أهل الحق فهي غربة بين حزب الله المفلحين وإن كثر أهلها
 فهم غرباء على كثرة أصحابهم وأشياعهم أهل وحشة على كثرة
مؤنسهم يعرفون في أهل الأرض ويخفون على أهل السماء.
 
مدارج السالكين (6-7ص) بترقيم المكتبة  الشاملة
باب الغربة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق