الأحد، 10 نوفمبر 2013

آداب شخصية

 
للمسلم مع نفسه آداب يلزمها بها، ويجاهدها عليها، ويقوّمها ويعتني بها،
ويهتم بتزكيتها، ويسارع الى تهذيبها ومعالجتها، وضبطها ومحاسبتها،
ويلتزم إستكمال فضائلها في ظاهرها وباطنها
 
 قال تعالى :
 
{ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) }
 الشمس

وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
 
( حفّت النار بالشهوات، وحفّت الجنة بالمكاره )
 الترمذي.
 
وقال المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا **** كنقص القادرين على التمام
 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآداب التي ينبغي على الناشئة تعويد أنفسهم عليها
ولهذا البحث شروح مطوّلة، وشجون متفرعة، ونكتفي هنا أن نعرض
لبعض الآداب التي ينبغي على الناشئة تعويد أنفسهم عليها.
حتى تصبح ملكة راسخة وطبعا أصيلا:
 
1- المحافظة على النظافة العامة بالاغتسال مرة كل أسبوع،
ويسن أن يكون يوم الجمعة.
 
2- قص أظافر اليدين والرجلين مرة كل أسبوع، وتجنب إطالتها
أو إطالة بعضها وخاصة عند الفتيات، لأنها تصبح حقلا لتجمع الأوساخ
والأقذار تحتها، وتمنع ماء الوضوء من وصله الى أطراف الأصابع،
 فضلا عن منظرها الحيواني القبيح.
 
3- قص الشعر كلما طال، وتعهده بالنظافة والترجيل،
دون إفراط ولا تفريط.
 
4- التعوّد على التيامن، أي تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم،
كالغسل والوضوء، والتحية والمصافحة، ولبس الثوب والنعال،
وتقليم الأظفار، والأخذ والعطاء، والأكل والشرب،
 وتقديم اليسار في ما سوى ذلك، كالامتخاط والبصاق،
وخلع الثوب والنعل، والاستنجاء، ومسّ العورة.
 
عن عائشة رضى الله عنها وعن ابيها  قالت:
 
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيّمّن في شأنه كله،
في طهوره وترجّله وتنعّله )
متفق عليه.
 
وعنها قالت :
 
( كانت يد رسول الله اليمنى لطهوره وطعامه،
وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى )
رواه أبو داود.
 
 
5- تجنب استقبال القبلة بالبصاق أو الامتخاط أو قذف النخامة،
بل تكون الى جهة اليسار وفي منديل خاص لئلا يؤذي بها أحدا.
 
6- تحويل الوجه أثناء العطاس عن وجوه الناس وعن الطعام والشراب
لئلا يصيبها رذاذ العطاس، ووضع اليد أو المنديل على الفم
وخفض الصوت بها إذا أمكن.
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه قال:
 
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس
وضع يده على فيه وخفض بها صوته )
رواه الترمذي.
 
7- أن يحمد الله تعالى بعد العطاس.
 
8- أن يقال لمن عطس وحمد الله تعالى [ يرحمك الله ]
فيجيب [ يهديكم ويصلح بالكم ].
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه قال:
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
 
( إذا عطس أحدكم فليقل [ الحمد لله ]، وليقل أخوه أو صاحبه
[ يرحمك الله ]، فإذا قال له يرحمك الله فليقل [ يهديكم ويصلح بالكم ] )
رواه البخاري.
 
9- وضع اليد على الفم أثناء التثاؤب لستر المنظر غير اللائق
عند فتح الفم ومنعا لدخول شيء إليه، وخفض الصوت به،
وإن استطاع أن يمنعه فليفعل، وليستغفر الله تعالى بعده،
لأنه دليل على الملل والكسل، لذلك كرهه الله تعالى وجعله من الشيطان.
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه قال:
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
 
( إن الله يحبّ العطاس ويكره التثاؤب، فإن عطس أحدكم
وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه
أن يقول له يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان،
فإنّ أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان )
رواه البخاري.
 
10- مدافعة الجشاء، وتجنب الأطعمة التي تسببه أو الإكثارمنها،
وخفض الصوت به والاستغفار بعده.
 
 
11- ذكر الله تعالى وشكره عند النظر في المرآة،
والدعاء بما رود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
 
12- استخدام الهاتف للضرورة لا للتسلية أو اللغو أو إزعاج الآخرين،
والاتصال في الأوقات المناسبة، وابتداء المكالمة بالسلام
والتعريف بالنفس وذكر الحاجة.
 
13- المحافظة على الأعمال الصالحة، والمداومة على ما اعتاده
من العبادات والصدقات، والنوافل والقربات، والأذكار وقراة القرآن،
وعدم تركها مللا أو كسلا أو رغبة عنها أو انشغالا بالدنيا عنها.
 
عن عائشة رضى الله عنها وعن ابيها  قالت:
 
( كان أحبّ الدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما داوم صاحبه عليه )
متفق عليه.
 
14- ترك الفضول في كل شيء، وعدم التدخل فيما لا يعني،
ولزوم الاهتمام بعيوب النفس والانشغال في إصلاحها وتقويمها وتزكيتها.
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه قال:
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
 
 ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )
رواه الترمذي وأبو داود.
 
15- إسداء النصيحة لكل من يعرف بالحسنى،
وبما فيه مصلحة المخاطب في دينه ودنياه.
 
16- قبول النصيحة ممن اسداها، والاعتراف بالحق والعودة السريعة إليه،
والاعتراف بالخطأ إن كان عليه، وعدم الإصرار عليه،
لأن الحقيقة هي ضالة المؤمن التي يبحث عنها ويشكر من يقدمها،
ويثني على كل من أسدى نصيحة أو معروفا.
 
عن أسامة بن زيد رضى الله عنه وارضاه :
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
 
( من صنع إليه معروفا فقال لفاعله جزاك الله خيرا
فقد أبلغ في الثناء )
رواه الترمذي.
 
17- ترفه والتنعم في الدنيا، فذلك أنفى للكبر، وأبعد عن العجب،
وأسلم من الزهو والصلف والخيلاء.
 
عن عائشة رضى الله عنها وعن ابيها  قالت:
 
(  كان فراش رسول الله  صلى الله عليه وسلم من أدم حشوه ليف )
رواه مسلم، والأدم
 
هو الجلد المدبوغ.

وعن جندب رضى الله عنه وارضاه قال :
 
(  أصاب حجر أصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت )
متفق عليه.
 
18- الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال،
وجعل الهدف الرئيسي من الحياة شعار المؤمن الذي يضعه بين عينيه،
ويردده على جميع الأحوال  إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي.
 
قال تعالى:
 
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) }
الأنعام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق