الاثنين، 11 نوفمبر 2013

بورك لأمتي في بكورها


عن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ).

قال:
وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار .

وكان صخر رجلا تاجرا وكان إذا بعث تجارة بعثها
أول النهار ، فأثرىوكثر ماله .
رواه أبو داود والترمذي .

من مفسدات القلب، المانع من نزول البركة في الرزق، المورث خسارة
منافع دنيوية وأجور أخروية، والذي يحرم الإنسان السرور أيامه ولياليه،
ويكتب عليه الهم الدائم، والاكتئاب،ومرارة العيش، وضيق النفس، وقلق
القلب، وفقدان الشعور بلذة الحياة وجمالها،والذي ينزع البركة من العمر.
والأيام والليالي تمر والحياة سقيمة، يعتروها الملل، تذهب البسمة
ويذهب الفرح، فلا تراه إلا وهو محتار، لا يهنأ بعيش، ولا يفرح بطيش
لا تزول همومه بسفر، ولا في حضر، قد لازمته ملازمة
الشمس للنهار،والظلام لليل.

يسأل نفسه لماذا حياتي هكذا ؟
وهل كل الناس مثلي ؟!.:
- النوم في أول النهار، وتضييع صلاة الفجر، وما بعده حتى وقت القيلولة.
هو سبب رئيس لكل ذلك.. أكثر الناس ينامون من قبل الفجر، ويمر عليهم
الفجر وهم نائمون، ويمر أول النهار وهم نائمون، ويمر وقت الضحى
وهم نائمون، إلى الظهيرة وقت القيلولة، حيث يبدأ يومهم ونهارهم ،
لينتهي في منتصف الليل وقرب الفجر، ليبدأ ليلهم بعد ذلك، ويستمر
إلى وقت الظهر، وهكذا كل يوم..!!.

لا يشعرون بقلوبهم، ونفوسهم، وأبدانهم:
كيف أنها تضمحل، وتهزل، وتضعف، ويصيبها الأمراض، الحسية
والمعنوية ببطء، ولا يفيقون إلا بعد التبدل مرضا، وضيقا، وقلقا.
إبطال سنة الليل وسنة النهار: مخالفة لسنة الله تعالى في خلقه. فقد جعل
الله تعالى الليل لباسا، والنوم سباتا، وجعله سكنا، وجعل النهار معاشا
وحركة، وهو الحكيم الخبير، يعلم ما الذي يصلح شأن عباده في الدنيا،
فإذا صادم الإنسان سنة الله الكونية، وقلب الساعات قلبا، وخالف طريق
السير، وصار بمواجهة السنن، فلا يلومن إلا نفسه.

يقول الله تعالى ممتنا على عباده بنعمة الليل
للسكن والنوم، ونعمة النهار للمعاش:

 { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً *
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق