الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

طفلي يتبوّل في سريره



توقف طفلك عن التبوّل في ثيابه خلال النهار، لكنه ما زال يوسّخ سريره
خلال الليل؟ إليك بعض النصائح لتعليمه النظافة، لكن ليس
على مرحلة واحدة.
 
في أي مرحلة عمرية يصبح التبول الليلي مشكلة؟
عليكِ البدء بتعليم طفلك النظافة بين عمر الـ 18 و24 شهرًا، عندما
تستعدين لإدخاله الحضانة... هكذا تريحين نفسك أيضًا من مهمة تبديل
حفاضه. لكن يحصل ذلك عادة خلال ساعات النهار. في الليل، يستمر
بعض الأطفال بتبليل نفسه لفترة معينة. وتشير التقديرات إلى أن 10
إلى 20 في المئة منهم حول العالم يستمرون في التبول في سريرهم حتى
عمر الخمس سنوات، و8 في المئة حتى عمر السبع سنوات.
 
ما الذي يجعل طفلي يكف عن التبول في حفاضه؟
ليكف الطفل عن التبول في حفاضه، ينبغي أن يكون قد نضج على
مستويات متعددة، لا سيما جسديًا.
مثلًا، ينبغي أن تكون عضلاته قوية
 بما يكفي لتبقي العضلات العاصرة مغلقة ومشدودة، وأن يكون دماغه قد
تعلم كيفية التواصل مع هذه العضلات وإصدار أمر بارتخائها. هذه هي
الحدود الجسدية التي لا يمكن تخطيها قبل أن يصبح الطفل بعمر 18 شهرًا
تقريبًا (عمومًا، يترافق ذلك مع تعلمه المشي). لكن لا ينتهي الأمر عند
المستوى الجسدي. ينبغي أن يتعلم الطفل أيضًا التعبير عن حاجته إلى
التبويل وفعل ذلك في الشروط المناسبة. هذه هي المرحلة الناقصة عندما
يستمر الطفل في التبويل في سريره. 
في الواقع، ليس من السهل على الطفل الذي ما زال شبه نائم تحديد إذا
كان يريد التبول ليتصرف في الوقت المناسب ردًا على رغبته هذه. لذا
على الأهل التأكد من أن طفلهم بات يجيد تدبر أموره والتعبير عن حاجته
إلى التبول مع اقتراب دخوله إلى الحضانة. وفي هذه المرحلة، من الشائع
ظهور مشاكل عاطفية معينة تؤخر هذه اللحظة (لحظة وداع الحفاضات)
بضعة أشهر. مثلًا، يظن بعض الأطفال أن تبوله في حفاضه يمنحه سلطة
أكبر على أهله، لكن لا حاجة إلى القلق فعاجلًا أم آجلًا سيجتاز
 هذه المرحلة.
لكن إذا كان طفلك يتبول في حفاضه باستمرار حتى بعد بلوغه الثلاث
 سنوات، يُفضل أن تستشيري الطبيب، لا شك في أنه سيسدي إليك
بعض النصائح الجيدة.
ما الحل؟
التبول الليلي مشكلة شائعة، لا يتعمّدها الطفل غالبًا. عندما تصبح هذه
المشكلة غير مقبولة، يفضل الحصول على علاج بإشراف
 طبيب اختصاصي.
طفلي لا يتخلى عن حفاضه
التبول الليلي عبارة عن عملية تبول كاملة، طبيعية ولا يمكن التحكم بها
خلال النوم. ثمة نوعان من التبول الليلي: تبول ليلي مبدئي (عندما يكون
الطفل غير قادر أبدًا على التحكم بتبوله الليلي)، وتبول ليلي ثانوي
(يحصل بعد فترة من التحكم بعملية التبويل الليلي).
تترتب عن التبول الليلي اللاإرادي عواقب مالية:
غسل الثياب والأغطية، كويها، شراء عدد أكبر من الحفاضات، دفع ثمن
بعض العلاجات المحتملة. وثمة أيضًا عواقب نفسية: يشير بعض
الدراسات إلى أن التبول الليلي يترافق مع شعور بالذنب من الأهل
لإخفاقهم في جعل طفلهم يكتسب أول مبادئ النظافة.
كذلك، يؤدي التبول الليلي إلى اضطرابات عائلية: علاقة سيئة
بين الوالدين والطفل، عقاب، توبيخ، نكد ومناكسة...
أما في ما يتعلق بتأثيرات ذلك على الطفل فهي متنوعة: اجتماعية
ومدرسية ونفسية. مثلًا، يلجأ الطفل إلى العزلة، يرفض النوم
في منزل أصدقائه، ويفتقر إلى الثقة بنفسه.
الاستشارة الأولى
هدف الاستشارة الأولى تأكيد التشخيص. خلال هذه الزيارة، يصل الطبيب
إلى أسباب محتملة لهذه الحالة، نفسية أو مرضية (مشاكل في البول،
 خلل في عمل المثانة).
كذلك، يحاول الطبيب خلال هذه الزيارة تقييم تأثيرات استمرار الطفل في
 التبول الليلي على الأهل، والتقليل من خطورة الوضع، وتخليص الأهل
والطفل من الشعور بالذنب، إضافة إلى طمأنة الطفل إلى أنه {طبيعي}
وتشجيعه على التخلي عن التبويل الليلي.
أما نجاح العلاج فيعتمد على
تعاون الطفل. فإذا لم يكن يشعر بأنه مستعد للمشاركة بفاعلية،
قد يضطر الطبيب إلى اللجوء لنوع آخر من العلاجات.
من النصائح التي قد يسديها الطبيب للتخفيف
من تبوّل طفلك خلال ساعات الليل:
- تقديم السوائل إليه بانتظام خلال ساعات النهار بغية التمكن
من حصرها خلال الليل.
- تجنب وجبات العشاء الدسمة والمالحة.
- التخلي عن الحفاضات.
- جعل الطفل يتبول قبل وضعه في الفراش.
- ابقاء ضوء خافت في غرفة الطفل.
- إشعار الطفل بأنه مسؤول عن هذه العملية وإشراكه في كل شيء
(طلب مساعدته في تغيير الأغطية، تحضير الغسيل).
- الاحتفاظ بجدول لتدوين الأيام التي يتبول الطفل فيها خلال الليل 
علاجات
إذا كان تطبيق هذه القواعد السلوكية غير كافٍ، يمكن اللجوء إلى بعض
العلاجات، أولها الأدوية.يتناول الطفل العلاج بالأدوية خلال مدة ثلاثة
أشهر ويجدد الطبيب العلاج لمرة إذا تأكد من فاعليته. 
أما البديل الثاني فهو اللجوء إلى إنذار (تنطلق صفارة الإنذار عند نزول
أولى قطرات البول). تستغرق هذه الطريقة بعض الوقت، لكن على المدى
الطويل، نتيجتها أفضل من العلاج بالأدوية مع احتمال أقل بالعودة إلى
التبوّل الليلي. في شتى الأحوال، أيًا كان الحل المعتمد، ينبغي مرافقة
الطفل والعائلة خلال فترة العلاج ودعمهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق