الجمعة، 10 أكتوبر 2014

أقسام المروءَة

كل من تكلم عن المروءَة وحدِّها وبيانها لم يخرجها عن أحد نوعين:
 
إما أفعال أو تروك، وهذا ما بيَّنه أبو حاتم البستي بعد أن سرد مجموعة
من الأقوال في تعريف المروءَة، قال:
 
والمروءَة عندي خصلتان:
- اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال.
- واستعمال ما يحبُّ الله والمسلمون من الخصال  .
 وهذا ما عناه ابن القيم بقوله:
 
[ وحقيقة المروءَة تجنب للدنايا والرذائل، من الأقوال، والأخلاق،
والأعمال، فمروءة اللسان: حلاوته، وطيبه، ولينه،
واجتناء الثمار منه بسهولة ويسر. ومروءة الخلق:
سعته وبسطه للحبيب والبغيض. ومروءة المال: الإصابة ببذله مواقعه
المحمودة، عقلًا وعرفًا وشرعًا. ومروءة الجاه: بذله للمحتاج إليه.
ومروءة الإحسان: تعجيله، وتيسيره، وتوفيره، وعدم رؤيته حال وقوعه،
ونسيانه بعد وقوعه، فهذه مروءة البذل.
 وأما مروءة الترك: فترك الخصام، والمعاتبة، والمطالبة، والمماراة،
والإغضاء عن عيب ما يأخذه من حقِّك، وترك الاستقصاء في طلبه،
والتغافل عن عثراته ]  .
وبهذا التقسيم -أعني مروءة الفعل والبذل ومروءة الترك-
ينتظم جميع الأقوال التي عرفت بها المروءَة في سلك واحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق