الاثنين، 11 مايو 2015

وفى المرض رحمة



المرض نوع من الابتلاء.
هو كلمة لانحبها جميعًا قد ترعب البعض وقد تؤلم الآخر فى كل الأحوال
هى غير مرغوبة هى لا تأتى بفرحة هى تأخذ لا تعطى
المرض ..
جند من جنود الله ..
المرض مأمور من الله..المرض فى كل أحواله خير. نعم هو خير ورضا
وحب ربانى فإذا كان الله قد أراده لعبده كونه مقصرًا أو مذنبًا أو غافلًا
فهنا رحمة الله بالمرض تنزل للأوبة والتطهير ومع الأوبة والتطهير
ترتفع المكانة ومع ارتفاع المكانة يزداد العبد من الله قربًا
ومع الأوبة والتطهير دائمًا ماتكون وقفات المحاسبة.
مع المرض قد تأتى حياة جديدة فى ثوب جديد .
مع المرض نتعرف أكتر على نعمة مظلومة لدينا مهضومة فى حق
الاعتراف بها نعمة لانوليها اهتمام ولانتعهدها برعاية على الدوام
نعمة الصحة والعافية.
أما إذا لم يكن المرض مرتبطًا بذنب ..
وإنما قد أراده الله اصطفاء وحبًا لعبده فهو أيضًا الخير كله والخير بعينه..
تطهير أكثر ..رفعة أكثر ..اصطفاء اكثر ..اقتراب من الله أكثر إذن هو الخير
كله وفى أى الأحوال أيًا كانت.
مع المرض ..
تذكير لنا ببشر كانوا صفوة اصطفاهم الله على عينه أنبياء اختارهم
ليبلغوا عنه عانوا الكثير والكثير كل أحد منهم بنوع من أنواع البلاء
وبنوع من أنواع الألم صبروا واحتسبوا وماجزعوا إذن مع المرض تكون
صحبة الأنبياء وبالمرض تكن كالأنبياء الذين بلغوا عن ربهم.
مع المرض ..
يتفجر ينبوع الذكر وتتأصل ربانية العبد ويزداد الحنين للصلاة والقرآن
ويتوقف المرء قليلًا مع نفسه ويتعايش شيئًا ما مع آخرته لعلنى اليوم
من الدنيا أرحل لعلنى كذا .. لعلنى كذا .فتتهذب النفس وترتقى الروح.
مع المرض ..
يلتهب الحنين نحو من تحب تشعر بحاجتك لهم بتخفيفهم عنك فيتطاير
عبق الشوق اليهم وتحلم بتلك اللحظات التى تجمعك بهم فتلتهب الأعين
بدموع حارة تستغيث صارخة
أين أحبتى ..
ليخففوا عنى
ليهونوا علىّ ..
ليدعوا لى ..
أين هم ..
يرقوننى ببسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك .ومن شر كل نفس أو
عين حاسد الله يرقيك الله يبقيك الله يبريك ..
أخيرًا ... عزاؤنا ..
أن المرض أمر مؤقت فى دنيانا وفى الجنة لن يكون لنا معه لقاء ..
لن نعرفه و لن يعرفنا لن يصحبنا ولن نصحبه ..
فاللهم هوّن علينا وعلى من نحب والمسلمين آلام المرض
وثقل به الموازين ..ورضّنا به ياأرحم الراحمين ..وطهرنا به
وقربنا منك به وارزقنا صبرًا جميلًا عليه.
رب إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق