الأربعاء، 13 مايو 2015

حكم الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب

الســــؤال :
بالنسبة لليلة السابع والعشرين من رجب ، من كل عام
وليلة النصف من شعبان ، تعود المسلمون الاحتفال بهما ،
 وعمل الأكلات الدسمة ، وما أشبه ذلك فما رأيكم في هذا ؟
 
الإجابة
هاتان بدعتان : الاحتفال بالنصف من شعبان ، والاحتفال بليلة السابع
والعشرين من رجب ، كلتاهما بدعة ليس عليهما دليل ، ولم يثبت عنه
صلى الله عليه وسلم أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء
والمعراج ، وما جاء فيها من بعض الأحاديث غير صحيح عند أهل العلم ،
ولو ثبت أنها ليلة المعراج لم يجز الاحتفال بها ، حتى لو ثبتت  
 لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها ولا أصحابه ، وهم قدوة ،
 والله سبحانه يقول :
 
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
 
يعني في الفعل والترك ، فما ترك نترك ، وإذا فعل فعلنا ، عليه الصلاة والسلام
 فالاحتفال بليلة النصف من شعبان ، أو بليلة سبع وعشرين من رجب ،
لأنها ليلة الإسراء والمعراج ، أو بالمولد النبوي في اثني عشر ربيع الأول
، أو بالموالد الأخرى ، للبدوي أو للحسين أو لعبد القادر الجيلاني ،
 أو لفلان أو فلان ، كله لا يجوز ، وكله تشبه باليهود والنصارى ،
في أعيادهم ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم ، وقال :
 
( من تشبه بقوم فهو منهم )
 
فلا يليق بالمسلمين أن يتشبهوا بأعداء الله في هذه الأمور ولا في غيرها
، ولو كان الاحتفال بليلة النصف من شعبان أمراً مشروعاً ، لبادر إليه
سيد ولد آدم ، وأفضل خلق الله ، وخاتم رسل الله عليه الصلاة والسلام ،
ولشرعه لأمته وعلمهم إياه ، لأنه أنصح الناس ، وهو الناصح الأمين
عليه الصلاة والسلام ، ما ترك من خير إلا دل عليه ، وما ترك من شرِّ
 إلا نبه عليه ، وحذر منه كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
 
( ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته
على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم )
 
ونبينا أكملهم وأفضلهم وخاتمهم ، ليس بعده نبي ، فهو أولى بهذا
الوصف ، فما ترك من خير إلا دلنا عليه ، وما ترك من شر إلا حذرنا منه
، فلو كان الاحتفال بليلة النصف من شعبان أو بالمولد النبوي أو بليلة
سبع وعشرين من رجب أمراً مشروعاً لبادر إليه عليه الصلاة والسلام ،
قولاً وفعلاً ولعلمه أمته عليه الصلاة والسلام ، ولو فعل لنقله الصحابة
رضي الله عنهم ، فإنهم الأمناء وهم خير الناس بعد الأنبياء وهم الذين
نقلوا لنا القرآن ، ونقلوا لنا السنة الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام ،
فهم الأئمة والقدوة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فلا يجوز أن
نخالفهم ونحدث شيئاً لم يفعلوه من القربات والطاعات ، ثم التابعون لهم
بإحسان لم يفعلوا ذلك فلو كان الصحابة فعلوا لفعله التابعون ، ثم أتباع
التابعين فلما لم يفعلوا ذلك ومرت القرون الثلاثة المفضلة ، لم يقع فيها
احتفال بمولد ، ولا ليلة النصف من شعبان ، ولا في ليلة السابع والعشرين
من رجب ، عُلم أن ذلك من البدع التي أحدثها الناس ، ثم لو أحدث بعض
الناس شيئاً من البدع في القرن الثاني أو الثالث ، لم يكن حجة لأن الحجة
فيما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، لكن هذه البدعة –
بدعة المولد - لم تفعل لا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، ولا في
عهد القرن الأول ، ولا في عهد القرن الثاني ولا الثالث ، إنما جاءت
في القرن الرابع ، وهكذا القول في جميع البدع ، الواجب تركها والحذر
منها ، ومن جملتها ما تقدم ، بدعة المعراج ، بدعة السابع والعشرين
 من رجب ، بدعة الاحتفال بها ، كذلك بدعة الاحتفال بليلة النصف من
شعبان ، كذلك بدعة يقال لها صلاة الرغائب ، يسمونها صلاة الرغائب
يفعلها بعض الناس في أول جمعة من رجب ، وهي بدعة أيضاً ، والبدع
كثيرة عند الناس ، نسأل الله أن يعافي المسلمين منها ، وأن يمنحهم الفقه
في الدين ، وأن يوفقهم للتمسك بالسنة ، والاكتفاء بها والحذر من البدعة
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق