الاثنين، 11 مايو 2015

أقسام البدع

 
الســــؤال :
كم قسما تنقسم البدعة ؟ هل كل بدعة ضلالة ، وإذا كان ذلك كذلك
رأيت أن وضع الحركات في القرآن الكريم من ضمة وفتحة وكسرة
وسكون ونقطة ونبرة كلها بدعة ؛ لأن القرآن الكريم في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتب إلا على صفحات وليس له
حركات كما نراه اليوم . هل وضع الحركات فيه من البدع .
 هل هذه البدعة ضلالة ؟
 
الإجابة
البدعة تنقسم إلى : بدعة دينية ، وبدعة عادية ، فالعادية مثل : كل ما جد
من الصناعات والاختراعات ، والأصل فيها : الجواز إلا ما دل دليل
شرعي على منعه .
 
أما البدعة الدينية فهي : كل ما أحدث في الدين مضاهاة
لتشريع الله ؛ كالأذكار الجماعية بصوت واحد ، وكبدع الموالد ، وبدع
الاحتفال بنصف شهر شعبان والسابع والعشرين من رجب وبليلة الأربعين
من وفاة الميت وقراءة القرآن للأموات على القبور . . إلى أمثال ذلك مما
لا يحصى عدا ، ولا أقسام للبدعة في الدين من حيث الحكم عليها ، بل كل
بدعة ضلالة ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
 
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
رواه البخاري ومسلم
 
وفي رواية
 
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
رواه مسلم
 
 ولما رواه العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :
 
( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ، وجلت
منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، كأنها
موعظة مودع فأوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع
والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ،
 فإن كل بدعة ضلالة )
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
 
أما نقط حروف القرآن وضبطها بالحركات فليس من البدع وإن لم يكن
موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لكونه من المصالح
المرسلة لدلالة أدلة الشرع الآمرة بحفظه على ذلك في الجملة ،
ونوصيك بقراءة كتاب [الاعتصام] للشاطبي ؛ فإنه وفّى الموضوع حقه .
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق