الخميس، 29 أكتوبر 2015

اجتناب الكذب على الرسول

عن المغيرة بن شعبة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
 
( إن كذبا عليّ ليسَ كَكَذِب على غيري ،
 مَن كَذبَ عليّ مُتَعَمّدا فليَتَبوأ مَقعدَهُ من النّار )
(رواه مسلم)
 
لقد مر بنا كذلك حديث آخر في المعنى نفسه ، فالكذب على رسول الله
صلى الله عليه و آله وسلم عمدا من الكبائر ، ولا يشفع لمن كذب على
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حسن نيته إن ادعى أنه يكذب
ليرغِبَ الناس في أمر حسن . والأكبر من الكذب على رسول الله
 صلى الله عليه و آله وسلم هو الكذب على الله تعالى . قال تعالى:
 
 { فَمَن أظلَمُ ممن كَذَبَ على اللّهِ وكَذّبَ بالصِدقِ إذ جاءَهُ
أليسَ في جَهَنَّمَ مَثوى للكافِرينَ } (19).
 
  ومن الكذب على الله ورسوله :
اختلاق أحاديث أو وضعها أو نسبة شيء إلى الدين ابتغاء كسب دنيوي
أو هوى نفس وهو يعلم أن ما يقوله كذبا وهو ما يقوم به بعض المتزيين
بزي العلماء اليوم ابتغاء إرضاء أسيادهم لقاء متاع زائل . إن مثل هذا
 الحديث وغيره ، ورغبة من سلف هذه الأمة بحفظ الدين من أن تدخله
الأحاديث الكاذبة التي يمكن أن تُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
 فقد أنشأ السلف الصالح علم رواية الحديث ، وهو علم جليل قيظّ الله له
من حفظ لهذه الأمة دينها ، لا بحفظ القرآن فقط ، بل بحفظ حديث
 رسول الله صلى الله عليه  وآله وسلم أيضا . وقد بيّن علماء الحديث
درجة الثقة بالأحاديث وبينوا ما ليس بحديث منها . فالأحاديث الموضوعة
ليست بأحاديث ولا يجوز روايتها منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه
 و آله و سلم .
 
إن الدقة في نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مطلوبة
شرعا ، لأن أقواله دين ، وعلى المسلم أن يتأكد ويتحرى الدقة في الدين
الذي يتعامل به مع ربه ، فلا ينقل عن رسول الله صلى الله عليه و آله
وسلم إلاّ ما كان متأكدا من نسبته إليه ، والأفضل أن يعرف مصدره كذلك
، كما يتبع ذلك تفسير معناه على النحو الذي يليق برسول الله
صلى الله عليه و آله وسلم وكل ذلك من الأمانة التي أمر الله بها .
 
المراجع :
ـ19ـ سورة الزمر الآية 32.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق