الأحد، 6 ديسمبر 2015

زمان السجدة فيه تعدل الدنيا وما فيها

 
عَنْ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا
فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ
 حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ
 خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )
 
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
 
{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ
 وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }
متفق عليه
 
 
شرح العلامة النووي رحمه الله
 لصحيح مسلم  رحمه الله 1/281 :
 
( ويضع الجزية )
 
 فالصواب في معناه أنه لا يقبلها ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام
 ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل .
 هكذا قاله الإمام أبو سليمان الخطابي وغيره من العلماء رحمهم الله تعالى .
 
وحكى القاضي عياض رحمه الله عن بعض العلماء معنى هذا ثم قال :
 [ وقد يكون فيض المال هنا من وضع الجزية وهو ضربها
على جميع الكفرة فإنه لا يقاتله أحد فتضع الحرب أوزارها .
وانقياد جميع الناس له إما بالإسلام وإما بإلقاء يد فيضع عليه الجزية
 ويضربها . وهذا كلام القاضي وليس بمقبول والصواب ما قدمناه
 وهو أنه لا يقبل منه إلا الإسلام فعلى هذا قد يقال هذا خلاف حكم الشرع
 اليوم فإن الكتابي إذا بذل الجزية وجب قبولها ولم يجز قتله
 ولا إكراهه على الإسلام ، وجوابه أن هذا الحكم ليس بمستمر إلى يوم القيامة 
  بل هو مقيد بما قبل عيسى عليه السلام
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة بنسخه
وليس عيسى عليه السلام هو الناسخ بل نبينا صلى الله عليه وسلم
هو المبين للنسخ .
فإن عيسى يحكم بشرعنا فدل على أن الامتناع من قبول الجزية
في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
 
وأما قوله صلى الله عليه وسلم :

( ويفيض المال )
 
 فهو بفتح الياء ومعناه يكثر وتنزل البركات وتكثر الخيرات بسبب العدل
 وعدم التظالم وتقيء الأرض أفلاذ كبدها
 قلت: أي كنوزها  كما جاء في الحديث الآخر وتقل أيضا الرغبات لقصر الآمال 
  وعلمهم بقرب الساعة
 فإن عيسى صلى الله عليه وسلم من أعلام الساعة والله أعلم .
 
وأما قوله :
 
( حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها )
 
فمعناه والله أعلم أن الناس تكثر رغبتهم في الصلاة وسائر الطاعات
 لقصر آمالهم بقرب القيامة ، وقلة رغبتهم في الدنيا لعدم الحاجة إليها .
وهذا هو الظاهر من معنى الحديث .
 
 وقال القاضي عياض رحمه الله :
 [ معناه أن أجرها خير لمصليها من صدقته بالدنيا وما فيها لفيض المال
 حينئذ وقلة الشح ، وقلة الحاجة إليه للنفقة قي الجهاد .
 قال : والسجدة هي السجدة بعينها أو تكون عبارة عن الصلاة ] .
 
والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق