الأربعاء، 13 أبريل 2016

متلازمة الأيض

تم وصف المتلازمة الأيضية، للمرة الأولى، في
نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وكان جيرالد ريافين (Reaven)
أول من وصفها وشرحها.
 
الخطورة الحقيقية جراء الإصابة بالمتلازمة الأيضية هي
أن تحدث أضرار للأوعية الدموية الكبيرة. أما الأعضاء الأساسية التي
تتعرض للإصابة بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يصابون بهذه المتلازمة
فهي، بالأساس، الشرايين التاجية (Coronary arteries) في القلب،
الشرايين السباتية (Carotidarteries) في العنق وشرايين الدماغ.
لهذا السبب، فإن الأمراض الأساسية المرتبطة بهذه المتلازمة، والتي
تسبب الوفاة، هي أمراض قلبية اقفارية
(Ischemic heart diseases)، ابتداء من الذبحة الصدرية
 (Angina pectoris)، الجلطات القلبية الحادة (احتشاء عضل القلب
الحاد – Acute myocardial infarction)، اضطرابات نظم القلب
(Arrhythmia) وحتى قصور/فشل القلب (Heart failure)، وكذلك
السكتات الدماغية (Strokes) ابتداء من النوبات الخفيفة العابرة وحتى
النوبات الخطيرة والقاتلة.
 
أما القاسم المشترك بين جميع ظواهر هذه المتلازمة فهو أن حالة
 متواصلة من مقاومة الأنسولين (Insulin resistance) قد تشكل
أرضية خصبة لنشوء وتكون المتلازمة الأيضية. فمقاومة الأنسولين
تكون مصحوبة بارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، مما يؤدي على مر
السنين إلى ظهور عدد كبير من أعراض الإصابة بالمتلازمة. وهذا ما
تدعمه حقيقة أن المستويات المرتفعة جدا من الأنسولين الداخلي المنشأ
(Endogenous) يمكن أن تسبب التصلب (Sclerosis)، السمنة
(Obesity)، فرط ضغط الدم (Hypertension) واضطرابات في
مستويات الدهنيات في الدم.
 
من شان ارتفاع مستويات الأنسولين بشكل حاد أن يؤثر على
 أداء الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system)
وعلى امتصاص الصوديوم في الكليتين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم،
زيادة إنتاج ثلاثي الغليسيريد في الكبد، وهذا ما يؤدي إلى اضطراب في
مستويات الدهون في الدم وإلى نمو وتكاثر عضل لا إرادي
(Smooth muscle) في الشرايين، وهي عملية من الممكن أن تعجل
في حدوث تصلب الشرايين. من الناحية الإحصائية، هنالك علاقة مباشرة
بين ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم وبين ظهور المرض القلبي
الوعائي (Cardiovascular disease). وهذا المعطى إنما يدعم
 هذه النظرية.
 
تنتشر الإصابة بالمتلازمة الأيضية (على اختلاف اشكالها) بشكل كبير في
 المجتمعات الغربية. ووفقا للتقديرات المختلفة، فإن نسبتها تتراوح بين
20% و 30% من السكان.
 
أعراض متلازمة الأيض
أعراض المتلازمة الأيضة الأكثر انتشارا هي داء السكري من النوع
الثاني أو اضطرابات في تحمل السكر، السمنة البطنية، فرط ضغط الدم،
اضطرابات في دهنيات الدم تتميز بارتفاع مستويات ثلاثي الغليسيريد،
انخفاض مستويات الكولسترول الجيد (HDL) وارتفاع مستويات
الكولسترول السيء (LDL)، ارتفاع تركيز حمض اليوريك في الدم،
افراز كميات كبيرة من البروتين في البول، إضافة إلى أهبة التخثر (تخثر
زائد في الدم - Thrombophilia) واضطرابات في عمل البطانة
(الظهارة المبطنة للقلب والأوعية الدموية - Endothelium). وكما في
كل المتلازمات الأخرى، لا تحدث جميع هذه الأعراض معا وفي الوقت
ذاته لدى المصاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق