الجمعة، 15 أبريل 2016

أنواع الحركة في الصلاة

 
ذكر فضيلة الشيخ ابن عثيمين ، رحمه الله تعالى  
 أن الحركة في الصلاة الأصل فيها الكراهة إلا لحاجة   
ومع ذلك فإنها تنقسم إلى خمسة أقسام :  
 
القسم الأول : حركة واجبة
القسم الثاني : حركة محرمة
القسم الثالث : حركة مكروهة
القسم الرابع : حركة مستحبة
القسم الخامس : حركة مباحة
 
 
فأما الحركة الواجبة :  
 فهي التي تتوقف عليها صحة الصلاة ،
 مثل أن يرى في غترته نجاسة ، فيجب عليه أن يتحرك لإزالتها
ويخلع غترته ، وذلك لأن
( النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يصلي بالناس
 فأخبره أن في نعليه خبثاً فخلعها صلى الله عليه وسلم
وهو في صلاته واستمر فيها )
رواه أبو داود ، وصححه الألباني في الإرواء .
 
ومثل أن يخبره أحد بأنه اتجه إلى غير القبلة ؛
 فيجب عليه أن يتحرك إلى القبلة .
 
 
وأما الحركة المحرمة :  
 فهي الحركة الكثيرة المتوالية لغير ضرورة ؛
لأن مثل هذه الحركة تبطل الصلاة ، وما يبطل الصلاة فإنه لا يحل فعله ؛
 لأنه من باب اتخاذ آيات الله هزواً . 

 
وأما الحركة المستحبة :  
 فهي الحركة لفعل مستحب في الصلاة ،
 كما لو تحرك من أجل استواء الصف ، أو رأى فرجة أمامه في الصف
 المقدم فتقدم نحوها وهو في صلاته ، أو تقلص الصف فتحرك لسد الخلل ،
 أو ما أشبه ذلك من الحركات التي يحصل بها فعل مستحب في الصلاة ؛
لأن ذلك من أجل إكمال الصلاة ، ولهذا لما
( صلى ابن عباس رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقام عن يساره أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه من ورائه
 فجعله عن يمينه . )
متفق عليه  .
 
 
وأما الحركة المباحة :  
 فهي اليسيرة لحاجة ، أو الكثيرة للضرورة ،
 أما اليسيرة لحاجة
( فمثلها فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يصلي
وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
 وهو جدها من أمها فإذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها  )
البخاري ومسلم  
 
وأما الحركة الكثيرة للضرورة فمثالها الصلاة في حال القتال ؛
 
 قال الله تعالى :
 
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ*
 فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ }
 [ البقرة : 238 , 239 ]
 
فإن من يصلي وهو يمشي لا شك أن عمله كثير
ولكنه لما كان للضرورة كان مباحاً لا يبطل الصلاة .
 
 
وأما الحركة المكروهة :  
 فهي ما عدا ذلك وهو الأصل في الحركة في الصلاة ،
 وعلى هذا نقول لمن يتحركون في الصلاة إن عملكم مكروه ،
منقص لصلاتكم ، وهذا مشاهد عند كل أحد فتجد الفرد يعبث بساعته ،
أو بقلمه ، أو بغترته ، أو بأنفه ، أو بلحيته ، أو ما أشبه ذلك ،
وكل ذلك من القسم المكروه إلا أن يكون كثيراً متوالياً
 فإنه محرم مبطل للصلاة
 
وقد ذكر رحمه الله أيضا أن الحركة المبطلة للصلاة ليس لها عدد معين ،
 وإنما هي الحركة التي تنافي الصلاة ، بحيث إذا رؤى هذا الرجل
فكأنه ليس في صلاة ، هذه هي التي تبطل ؛  

ولهذا حدده العلماء رحمهم الله بالعرف ، فقالوا :
  إن الحركات إذا كثرت وتوالت فإنها تبطل الصلاة  

  بدون ذكر عدد معين ، وتحديد بعض العلماء إياها بثلاث حركات ،
 يحتاج إلى دليل ؛ لأن كل من حدد شيئاً بعدد معين ، أو كيفية معينة ،
 فإن عليه الدليل ، وإلا صار متحكماً في شريعة الله .
 
مجموع فتاوى الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق