الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

تخلصت من ضغطي النفسي بألم جسدي (2)

تخلصت من ضغطي النفسي بألم جسدي (2)

وعمومًا خُذِي بِهذه النَّصائح عسى أن تَجِدِي فيها الشّفاء بإذْن الله تعالى:

1- من الأمور التي تميِّز المصابين بأعراض هستيرية،
أنَّهم يميلون جسديًّا إلى التكوين الجسمي المائل للنحافة (التكوين الواهن)،
إن كنتِ كذلك فأرجو - يا عزيزتي - أن تَهتمّي بتغذية جسمك،
ومدِّه بالفيتامينات والمعادن اللازمة لتحسين صحَّتِك الجسميَّة،
خصوصًا أنَّ الفتاة تفقد الكثير من الحديد في مراحل عمرها المختلفة؛
بسبب الطمث الشهري منذ سن البلوغ، وبعد ذلك بسبب الحمل والولادة،
من أجل ذلك أنصحك بالتوجُّه إلى مختصة تغذية أو طبيبة عامة؛
لإجراء الفحوص اللازمة للتأكُّد من سلامة صحَّتك العامة،
صحَّتك غالية لديَّ، فهلاَّ منحتِها الاهتمام الكافي؟!

2- برغم أنني لست من النوع الذي يقلِّل من شأن أيِّ عَرَض أو مرض،
لكني معكِ أؤكد لكِ أنَّ موضوعك سهل جدًّا، ولستِ بحاجة للتوجه
إلى أي طبيب نفسي؛ بل كوني أنتِ طبيبةَ نفسك، بأن تتحلي بالإرادة القوية
لمواجهة أي خوف، والوعي التام بأن نفسك أغلى من أن تَصُبِّي
فوقها جامَ التوتّر والقلق، أتؤذين نفسَك بسبب الرياضيات؟
يا للرياضيات المتوحشة!! كيف استطاعتْ أن تفعل بكِ ذلك؟
ثمَّ إنَّ الرياضيات قد انتهت مرحليًّا، أليس كذلك؟
لم تخبريني ما تَخصُّصك الأكاديمي بالجامعة، ربَّما ستلاحقك الرياضيات
بمستوى أو اثنين خلال دراستك القادمة، خصوصًا إذا التحقتِ بقسم
الحاسب أو الفيزياء، ولنفترض جدلاً أنك ستدرسين الرياضيات مرَّة أخرى،
فما الذي يُخيفك منها؟ لا شكَّ أنَّ هناك أمورًا أخرى لم تخبريني
عنها تتعلَّق بذِكْرياتِك (السَّيِّئة) مع الرّياضيات! ربَّما في مراحل دراستِك المبكّرة؛
كالابتِدائية مثلاً، لو حاولتِ شحذ ذاكرتِكِ وتذكَّرتِ كلَّ ما كان يؤلِمك في
حصة الرياضيات، فاكتبيه لي؛ فسوف يُساعدُك التَّفريغُ الانفعالي،
والتَّداعي الحرّ للذكريات المؤلمة على التخلص نسبيًّا من هذا القلق
المتعلق بمادة الرياضيات، اكتبي لي يا عزيزتي وكُلِّي آذان مُصغية لكِ،
المهم الآن أن تتذكَّري أن الخوف من الرياضيات لا يستحق أن تَحرقي يدك،
أو تقتلي نفسك، لو كانت الرياضيات شيئًا يستحق إحراق يديك؛
لعذرتُك، لكنها مجرد مادة كريهة كبقية المواد الكريهة! لطالما كرهتُ علم
الاجتماع من كل قلبي! ولكني لم أكن أؤذي نفسي! كنت فقط أشاكس
أستاذة المادَّة بالتأخير 20 دقيقة عن المحاضرة في كلّ مرَّة
حتى نهاية الفصل! أعترف بأنني قد خسرتُ بسبب تلك العداوة درجاتِ الحضور!!
ولكن خسارة الدَّرجات عندي أفضل من خسارة الصحة أو الروح،
أليس كذلك؟!

3- بداخلك - يا عزيزتي - طفلة صغيرة، مستمتعة بكونها طفلةً صغيرة،
لا ترغب أن تكبر ولا أن تصبح راشدة، طفلة (لاجئة)، متقوقعة، خائفة
من مواجهة الحياة وإحباطاتها، وهذا الوضع الطفولي الذي تغرقين فيه
هو وضع ضارٌّ بك، لأن عمر الإنسان مجموعة من المراحل المختلفة،
ولكل مرحلة متعتها وحلاوتها، فاستمتعي الآن بسنوات الرشد والنضج،
واجهي الأخطاء بشجاعة، فكلّنا قد أخطأنا ذات مرَّة، وكلنا قد تعثَّرنا
يومًا ما؛ بل ما زلْنا نُخطئ وما زلنا نتعثَّر حتَّى قيام الساعة،
لكنَّ المؤمن القويَّ أحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، والإنسان الذي
يواجه مُشكِلات الحياة ينال قدرًا أكبر في الدنيا، وأجرًا أعظم في الآخرة،
حتَّى في صفوف القتال: الفرسان الأبطال والشجعان هم الذين يَقِفُون
في مقدمة الجيش، والعذاب والخيبة لِمن يفر من المعركة،
لذا دعي الطفلة بداخلك تكبر كما تكبر الزهور في الحدائق، أيهما أجمل في رأيك:
البراعم المغلَّفة أم البتلات المتفتحة؟!

4- القلق والتوتر هما ألدُّ أعدائكِ في هذه المرحلة؛
لذا احرصي على خفض مستويات التوتر لديك إلى الحد الأدنى،
ثقي أنكِ بمجرد أن تكتسبي القدرة على التحكم في القلق،
فستختفي كلُّ هذه الأعراض، لذا تعلَّمي فنَّ الاسترخاء والتنفس العميق يوميًّا،
وخصوصًا في المواقف التي تتطلب منك جهدًا نفسيًّا عظيمًا؛ كأوقات الاختبارات
، وهناك ثلاثة شروط رئيسة ليتحقق لك التنفس العميق بطريقة صحيحة:
أ- أن يكون الشهيق من الأنف، والزفير من الفم.
ب- أن يكون سَحْبُ الهواء خلال الشهيق من البطن وليس من الصدر،
لهذا شدي بطنك خلال التنفس؛ للتأكد من إفراغ الهواء خارجًا.
ج- وأن يكون في الهواء الطلق، حتى لو بمجرد فتح النافذة في الحجرة.

5- إذا لم ترغبي في عمل شيء، فقط قولي: لا ، قولي: لا أستطيع ،
قولي: لا أرغب ، فأنتِ غير مجبرة على تدريس الرياضيات وأنت تَمقتينها،
عبِّري عن رفضك بكلمة لا فقط، وليس بأذية نفسك، تدرَّبي على قولها مرة،
واثنتين، وعشر مرات، حتى تَجدي نفسك متحررةً من الخوف من كلام
الناس واعتقاداتهم، فرأيُ الناس يخصهم وحدهم، هذا ما يجب أن تعيه جيدًا،
وكما قيل: (مَن قال لا أدري فقد أفتى)، ما أكثر مَن قالها ثم عظم في عيون الناس!!

6- ابذلي قصارى جهدك في الدراسة وقبل الامتحانات، ثم توكَّلي على الله،
فما دمتِ قد بذلتِ الأسباب، فالله سيكون في عونك، ثقي بذلك،
وإذا فشِلتِ في أي امتحان، فهذا ليس آخرَ امتحان،
وليست نهاية العالم، ثم اسألي نفسك:
ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو رسبتُ في الامتحان؟ ستغضب والدتي؟
سيهزأ بي أخي؟ سأبكي؟ سأعيد السنة؟

أحقًّا هذا هو أسوأ شيء؟! إن أسوأ شيء يمكن أن يحدث لإنسان –

في رأيي - هو أن يموت أو يموت له حبيب! وكما قال أبو نافع –
وهو مولى عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق - حين قيل له إنَّ شخصًا
قد هجاه، فقال كلمة رائعة، تعلَّمي منها:
فإذا هَجَاني أموت؟! أو يموت ابني طلحة؟! ، فقالوا: لا! فقال: فلا أُبالي! ،
وأنتِ أيضًا لا تبالي، فهذه هي الحياة نجاح وفشل، لا بُد من الحزن والألم،
ثم يأتي المهم وهو الاستفادة من الدرس،
والتعلم من الخطأ، فتلك طريقة الناجحين من البشر!

7- تذكَّري أنَّك مع كلّ مَخاوفك فقد نجحت، ووصلتِ إلى ما أنتِ فيه الآن دراسيًّا،
فكيف لو كنت واثقة من نفسك تمامًا، وشُجاعة في مواجهة أخطائك؟
إذًا ثقي بنفسك وبقدراتك، ولا تقزِّمي نفسك، أو تقلِّلي من شأنك؛
فأنت والله إنسانة رائعة! ثقي بذلك.

8- إذا تَخطَّيت امتحانًا صعبًا أو حتَّى سهلاً، وحاربت قبله فكرةَ أن
تعاقبي نفسك بحرق ذراعك، أو هلاك نفسك، فأرجوك كافئي نفسَك
على هذا الإنجاز الرائع، وأخبريني فسأبارك لك من كل قلبي،
أنا في انتظار اللحظة التي تقولين لي فيها:
كنت خائفة لكني تشجعت ونجحت! عِديني أن تخبريني يومئذٍ.

9- تسلَّحي بالدعاء، ادعي بدعاء الكليم موسى - عليه السلام -:
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي}
[طه: 25 - 28]،
والجئي إلى الله في كل أمورك، فهذا ابتلاء ابتلاك الله به؛ لأنه يحبك،
وإذا نجحت في تخطِّيه فثواب عليه أعظم من أن أصفه بكلمة صغيرة
من كلماتي! ثقي بربك.

عزيزتي: متى احتجتِ إليَّ فأنا رهن إشارتك،
شفاك الله وحَماك من كل سوء، ولا تنسيني من صالح دعائك.
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق