الجمعة، 31 مايو 2019

من عجائب الدعاء (33)

من عجائب الدعاء (33)


لخالد بن سليمان بن علي الربعي


" الرعاة الثلاثة " " دعا على ابنه فعمي "



الرعاة الثلاثة



قال رجل (حدثني من أثق به عن امرأة قريبة له من الصالحات أنها

تقول : في ذات يوم كنت أرعى الماشية وهناك شابان من حولي يرعيان،

و كنا في حر شديد فعطشنا حتى بلغ العطش بنا وبالماشية مبلغًا

عظيمًا فاستغاث أحد الشابين بالله – تعالى – أن يسقينا، ولكن الشاب الآخر

كان فاجرًا فبدأ يسخر ويستهزئ ويقول : لو كان لدى ربك ماء لسقى

به نفسه

{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا }

[الإسراء: 43]

فمكثنا قليلاً حتى أنشأ الله – تعالى – سحابةً من قبل المغرب، فارتفعت

شيئًا فشيئًا حتى أظلتنا ثم نزل الغيث، وبعد قليل نزلت السحابة على

الذي يستهزئ ويسخر ونحن ننظر إليه فهربنا وأحاطت به وبدأت تقصفه

بالصواعق الشديدة حتى أصبنا برعب شديد وكاد أن يُغشى علينا من

هول المنظر لولا لطف الله – تعالى – و رحمته ، فلما انجلت تلك

السحابة عن الساخر المستهزئ إذا بها قد قطعته إربًا إربًا والله شديد العقاب .



" دعا على ابنه فعمي "





كان شاب يرعى غنمًا لأبيه، وفي يوم طلب من والده أن يسمح له

بالذهاب للالتحاق بإحدى الوظائف فرفض الأب وحاول الابن

مرارًا فلم يأذن له، فقرر الذهاب بالرغم من عدم رضا والده،

فقال الأب: أما القوة فما لي عليك من قوة ولكن ليس لي إلا دعاء أرفعه

إلى الله – تعالى – وقت السحر. فذهب الابن وترك الغنم مع رجل آخر،

وأخذ من بعض قريباته ما يحتاجه المسافر، وعلم الأب بسفره –

وكان صالحًا تقيًا – فرفع يديه إلى الحي القيوم وسأل الله – عز وجل –

أن يريه في ولده ما يكره فعمي الابن في الطريق ، واستقبله بعض

أفراد قبيلته وقالوا: ماذا تريد قال : كنت أريد الوظيفة أما الآن فأنا أعمى

لا يُقبل مثلي. فرجعوا به إلى أبيه ودخلوا عليه في جوف الليل، وكان

والده ضعيف البصر فقال أفلان أنت ؟ قال الابن : نعم قال :

هل وجدت السهم؟ قال: نعم فأخبروا الأب أنه عمي فحزن حزنًا عظيمًا وتأثر تأثرًا

كبيرًا وقام تلك الليلة يبكي ويئن ويرفع ويسجد يدعو الله – تعالى –

ويلحس عين ولده بلسانه ويبكي والله سميع قريب مجيب فما قام لصلاة الفجر

حتى عاد لولده البصر فلله الحمد كثيرًا (بتصرف من شريط

(عقوق الوالدين) للشيخ علي القرني) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق