الأربعاء، 29 مايو 2019

استعمال الطبلة لإيقاظ الناس للسحور


استعمال الطبلة لإيقاظ الناس للسحور

السؤال

هل يجوز استخدام الطبلة ـ آلة الطبلة ـ من أجل إيقاظ الناس على السحور

كما يفعله البعض؟ وكيف كان يستيقظ الصحابة والسلف على سحورهم؟.



الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



فما يعرف بالتسحير عادة تختلف بحسب الزمان والمكان، ومما اشتهر

في ذلك استخدام الطبل وضرب المدافع! جاء في كتاب إصلاح المساجد

من البدع والعوائد للقاسمي: جرت العادة الآن بتنبيه الناس وإيقاظهم

للسحور أولا بطبل المسحر، وطرقه الأبواب في الحارات والأزقة في آخر

الليل، وثانيًا بضرب مدفعين في الولايات، أو بندقيتين في الأقضية، الأول

لتناول الطعام والثاني للتهيؤ للإمساك عن الطعام والشراب. اهـ.



وهذا من العادات المحدثة التي ليس لها أصل شرعي، قال ابن الحاج

في المدخل: اعلم أن التسحير لا أصل له في الشرع الشريف، ولأجل ذلك

اختلفت فيه عوائد أهل الأقاليم، فلو كان من الشرع ما اختلفت فيه عوائدهم،

ألا ترى أن التسحير في الديار المصرية بالجامع يقول المؤذنون: تسحروا

كلوا واشربوا، وما أشبه ذلك على ما هو معلوم من أقوالهم... ويسحرون

أيضا بالطبلة، يطوف بها أصحاب الأرباع وغيرهم على البيوت ويضربون

عليها، هذا الذي مضت عليه عادتهم، وكل ذلك من البدع، وأما أهل

الإسكندرية وأهل اليمن وبعض أهل المغرب: فيسحرون بدق الأبواب

على أصحاب البيوت وينادون عليهم: قوموا كلوا، وهذا نوع آخر من البدع

نحو ما تقدم، وأما أهل الشام: فإنهم يسحرون بدق الطار وضرب الشبابة

والغناء والهنوك والرقص واللهو واللعب، وهذا شنيع جدا... اهـ.



ثم إن الطبل يدخل في جملة المعازف المنهي عنها،



وجاء في الموسوعة الفقهية:إ ذا انبعثت أصوات الجمادات من تلقاء نفسها،

أو بفعل الريح فلا قائل بتحريم استماع هذه الأصوات، أما إذا انبعثت بفعل

الإنسان، فإما أن تكون غير موزونة ولا مطربة، كصوت طرق الحداد على

الحديد، وصوت منشار النجار ونحو ذلك، ولا قائل بتحريم استماع صوت

من هذه الأصوات، وإما أن ينبعث الصوت من الآلات بفعل الإنسان موزونا

مطربا، وهو ما يسمى بالموسيقى. اهـ.



وأما السؤال عن كيفية استيقاظ الصحابة والسلف الصالح للسحور:

فجوابه: أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فإنا نعرف أناسا إلى اليوم

يستيقظون للصلاة والسحور من تلقاء أنفسهم، وعلى أية حال فمن المعروف

في العهد النبوي أنه كان هناك أذانان للصبح، أحدهما قبل الوقت بالليل،

والثاني عند دخول وقت الصلاة، ومن فوائد الأذان الأول إيقاظ النائم للسحور

والصلاة، فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



( لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال من سحوره،

فإنه يؤذن بليل، ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم.)

رواه البخاري ومسلم.



قال النووي: ويوقظ نائمكم ـ أي ليتأهب للصبح أيضا بفعل ما أراد من تهجد

قليل، أو إيتار إن لم يكن أوتر، أو سحور إن أراد الصوم، أو اغتسال،

أو وضوء، أو غير ذلك مما يحتاج إليه قبل الفجر. اهـ.



وقال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب:

ليوقظ نائمكم للسحور، وكذلك يرجع قائمكم للسحور. اهـ.



وفي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها:



( أن بلالا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر )

رواه البخاري ومسلم.



ومن الوسائل المشهورة التي كان يعتمد عليها قديما للقيام في وقت السحر:

سماع صوت الديكة، ومما يذكر في ذلك ما رواه أبو نعيم في الحلية

في ترجمة سعيد بن جبير: أنه كان له ديك، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم

يصح ليلة من الليالي حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه،

فقال: ما له قطع الله صوته ـ فما سمع له صوت بعد، فقالت له أمه:

يا بني، لا تدع على شيء بعدها. اهـ.

المصدر إسلام ويب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق