الخميس، 30 مايو 2019

الصوم: سلاح يعمل في الخفاء


الصوم: سلاح يعمل في الخفاء


كلما تفكَّرنا بكلام سيد البشر رأينا دلالات ومعجزات جديدة تتجلى في أحاديثه
عليه الصلاة والسلام، لنتأمل ما كشفه العلماء حديثاً عن أسرار الصيام
ونتأمل التعبير النبوي الشريف،...

أثناء تجولي في بعض المواقع الطبية والعلاج الطبيعي وجدتُ أكثرهم يؤكد
على أن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هو الصوم، ووجدتهم
يطلقون الصيحات والنداءات للناس لكي يعتمدوا هذه "التقنية" الرخيصة
وذات الفوائد الكثيرة. وتذكرتُ نعمة الله علينا نحن المسلمين عندما أمرنا
بالصيام، بل وجعل الصوم عبادة خاصة له سبحانه هو يجزي بها.

وقد أكَّد أهمية هذه العبادة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما شبَّه
الصوم بالترس الذي يحتمي به المقاتل فقال: (والصوم جُنَّة) [رواه مسلم].
والجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما.
والسؤال: ما هي الأخطار ومن هم الأعداء الذين يقف الصيام بيننا وبينهم؟

يقول العلماء إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي
تتراكم داخل الخلايا وتعيق عملها وتقلل من نشاطها. هذه السموم تمكث
لفترات طويلة في الجسم ولا يمكن إزالتها، وغالباً تكون هذه السموم
مسؤولة عن الهرم المبكر لدى الإنسان.

إن أحدنا يستهلك من السموم كل يوم أكثر من 500 سنتمتر مكعب، من خلال
الهواء الملوث والغذاء الملوث والماء الملوث، حتى الهواتف الخليوية تؤثر
على كمية السموم في الجسم! والجسم له قدرة كبيرة على امتصاص السموم
وكذلك على معالجتها، ولكن عندما تزيد كمية السموم عن حد معين يكون
الجسم في حالة المرض.

وعلى الرغم من الجهود والأبحاث الكثيرة التي تهدف إلى إزالة هذه السموم،
لم يجد العلماء وسيلة أفضل من الصيام للقيام بهذه المهمة. إن السموم
المتراكمة في الجسم تعمل على تدمير الجسم باستمرار، والصيام يعمل مثل
السلاح الخفي الذي يحارب هذه السموم ويزيلها دون أن يؤثر على بقية
أجزاء الجسم.

بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق