الجمعة، 14 يونيو 2019

غير مرتاح مع خطيبتي بعد العقد (2)

غير مرتاح مع خطيبتي بعد العقد (2)

نحن لا نلومك على ذلك،

ففي نهاية المطاف القرار قرارك أنت، إنما نريد أن نُشير إلى نقطة

هامة وهي: أنه إذا لم يكن لك رغبة جدية في العيش مع هذه الفتاة،

عيشًا تنسى معه ما تفكر به حاليًّا، فربما يكون الأفضل لك ولها

هو الانفصال، لأن الزواج المقصود منه حصول السكن والاستقرار النفسي.

لذلك كنَّا نريد معرفة المعايير الجمالية الخاصة بك، وهل ثمة أسباب

خاصة أخرى يمكن أن يكون لها أثر في موضوع الرفض؟

وحتى لا نذهبَ بعيدًا فإننا نقصد بها الأسباب النفسية الخاصة المتعلقة

بشخصيتك، لا سيما أنك ذكرتَ مشاكل أبويك، والتي وصلتْ إلى حد

إصابة أختك بالانهيار النفسي، وكان لها تأثير عليك أيضًا؛ فوجود مثل

هذه التأثيرات النفسية قد تولِّد عندك ما يسمى بالإسقاط النفسي،

فبدلًا من الاعتراف بوجود جوانب اختلال نفسي عندك، فإنك تُسقطه

على زوجتك، وأفضلُ شَمَّاعة لهذا الإسقاط هي شماعة الجمال، وتقديرُ

الجمال أمرٌ نسبي ورغبة نفسية، فعاد الأمر برمَّته إلى طبيعة صحتك النفسية.

أرجو أن تتحمل كلماتي التي قد تبدو قاسيةً نوعًا ما، وما قصدتُ بها

إلا نوع استبصار ورؤية للنفس، ولا أقصد بها مطلقًا التأثير

على قرار بقاء الاتصال أو الذهاب نحو الانفصال.

الخلاصة:

إن كان ثمة أسباب نفسية دفَعَتْك نحو الانفصال، فهنا يمكن اللجوء

إلى مبدأ المفاوضة مع زوجتك، وبيان هذه الدوافع والبيئة الجديدة

التي ستقدم عليها، وبقية ظروفك المادية التي ينبغي أن تراعيك فيها؛

(كونها شارية لك حسب تعبيرك).

أما إن كان هذا الرفض لا عن ظروف نفسية، وإنما قناعة شخصية

راسخة بعدم قبولها والتعايش معها، فهنا ينبغي التحلي بالشجاعة،

وإعلان الانفصال والتسريح، ولا بد أن يكون تسريحًا بإحسان،

وعدم إساءة لفظية أو معنوية لها ولأهلها،

ومحاولة تعويضها وجبر خاطرها ولو ماديًّا.

وقبل كل ذلك الجأ إلى ربك، ولُذْ بجنابه أن يفرجَ

عنك هذه النازلة، ويكشف عنك هذه الغمة؛

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

[الطلاق: 3]،

وعليك بدعاء تفريج الكَرْب؛ كما جاء في الصحيحينِ عن ابنِ عبَّاس،

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكَرْب:

( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،

لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ).

نسأل الله أن يشرحَ صدرك، وأن يكتبَ لك ما فيه خير

والله الموفق

أنتهت ولله الحمد - منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق