الاثنين، 16 ديسمبر 2019

المناهي اللفظية (77)

المناهي اللفظية (77)


ملخص عن كتاب: المناهي اللفظية **
يقدم هذا الكتاب إجابات على فتاوى وأسئلة عقدية وُجهت للشيخ ابن عثيمين
حول ما نهى الشرع عن التلفظ به، مما يدخل تحت القضايا العقائدية اللفظية.
وفي هذه الفتاوى يصحح الشيخ الأخطاء اللفظية الشائعة على ألسنة الناس
التي تصطدم بالعقيدة، مثل قولهم: ‏(‏فلان المغفور له‏)‏ و ‏(‏فلان الشهيد)،
مستلهمًا الردود والتفسييرات من القرآن الكريم، والسنة النبوية العطرة.

77- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن تقسيم الدين إلى قشور ولب، ‏(‏مثل اللحية‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ تقسيم الدين إلى قشور ولب، تقسيم خاطئ، وباطل،
الدين كله لب، وكله نافع للعبد، وكله يقربه لله - عز وجل - وكله يثاب عليه
المرء، وكله ينتفع به المرء، بزيادة إيمانه وإخباته بربه - عز وجل - حتى
المسائل المتعلقة باللباس والهيئات، وما أشبهها، كلها إذا فعلها الإنسان
تقربا إلى الله- عز وجل - واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه يثاب
على ذلك، والقشور كما نعلم لا ينتفع بها، بل ترمي، وليس في الدين
الإسلامي والشريعة الإسلامية ما هذا شأنه، بل كل الشريعة الإسلامية لب
ينتفع به المرء إذا اخلص النية لله، وأحسن في اتباعه رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وعلى الذين يرجون هذه المقالة، أن يفكروا في الأمر
تفكيرا جديا، حتى يعرفوا الحق والثواب، ثم عليهم أن يتبعوه، وأن يدعوا
مثل هذه التعبيرات، صحيح أن الدين الإسلامي فيه أمور مهمة كبيرة
وعظيمة، كأركان الإسلام الخمسة، التي بينها
الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله‏:

‏ ‏(‏بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،
وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام‏)‏‏

.‏ وفيه أشياء دون ذلك، لكنه ليس فيه قشور لا ينتفع بها الإنسان،
بل يرميها ويطرحها‏.‏

وأما بالنسبة لمسألة اللحية‏:‏ فلا ريب أن إعفاءها عبادة، لأن النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر به، وكل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
فهو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، بامتثاله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم،
بل إنها من هدى النبي صلى الله عليه وسلم وسائر إخوانه المرسلين،
كما قال الله - تعالى - عن هارون‏:‏ إنه قال لموسى‏:‏

‏{‏يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي‏}
‏ ‏[‏طه‏:‏ 94‏]‏

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إعفاء اللحية من الفطرة التي فطر
الناس عليها، فإعفاؤها من العبادة، وليس من العادة، وليس من القشور
كما يزعمه من يزعمه‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق