الأحد، 13 سبتمبر 2020

دراسات وتقارير علمية عن التدخين

دراسات وتقارير علمية عن التدخين


يقول الدكتور جون سفرين من الجمعية الأمريكية لأطباء الأورام في المؤتمر
السنوي في شيكاغو (2003) : إن التدخين سلاح الدمار الشامل الوحيد
الذي يهدد البشرية عبر مختلف أنحاء الأرض. وقال مدير الجمعية الدكتور
بول بونن: إن هدفنا النهائي هو عالم خال من التبغ والتدخين. ووفقاً
لإحصائيات موثوقة فإن التدخين تسبب في ثلث الوفيات بالسرطان! وأشارت
دراسة أعدتها الجمعية المذكورة إلى أن 30 مليون شخص ينضمون إلى
قافلة المدخنين كلّ عام، ويتوقع الخبراء أن يموت قرابة النصف من أولئك
بسبب عادة التدخين.

توصّل فريق علمي أمريكي إلى إثبات الدليل العلمي على "سرطانية" مادة
النكوتين التي كانت تعدّ إلى حدّ الأمس القريب مادة غير مسرطنة، رغم أنّ
الاعتقاد السائد كان يرجّح ذلك من دون القطع به. وكشف الفريق الذي
يرأسه البروفسور سريكومار شيلابان من جامعة جنوب فلوريدا أنّ الجسم
البشري يحتوي على مستقبلات للنكوتين تمّ إطلاق الاسم العلمي nAChRs
عليها وهذه المستقبلات توجد في الخلايا الرئوية المسرطنة، وهي تعدّ
المفتاح الذي يستخدمه النكوتين للتسريع في عملية نموّ السرطان، وبذلك
بات النيكوتين يصنّف على أنّه "مادة مسرطنة" وهو الأول من نوعه الذي
يتمّ تصنيفه على هذه الشاكلة!

وتشير الدراسات العلمية أن مرض اعتلال اللطخة AMD الذي يصيب
شبكية العين ويكون غير قابل للعلاج في أغلب الأحوال، قد يصيب المدخنين
أكثر. ويقول ريتشارد ادواردز، خبير الصحة العامة بجامعة مانشستر في
مقالة نشرتها المجلة الطبية البريطانية: إن المدخنين أكثر عرضة للإصابة
بأمراض يمكن أن تؤدي إلى العمى بنسبة تزيد أربع مرات عن غير
المدخنين. وتشير التقارير أن هناك مدخن واحد من بين خمسة من المصابين
باعتلال اللطخة، حيث بلغ عدد المصابين الإجمالي بسبب التدخين
54000 انتهى الأمر بنحو 18000 للإصابة بالعمى.

أكدت دراسات علمية وجود ارتباط وثيق بين التدخين وزيادة نسبة حدوث
الذبحات القلبية لدى الشباب في الثلاثين من العمر، وليس فقط لدى الكبار
كما كان يعتقد سابقا، فقد أظهرت دراسة علمية أن المدخنين في العمر ما بين
35 -39 سنة تكون نسبة تعرضهم للذبحات القلبية أكثر بخمس مرات
من غير المدخنين بنفس الفئة من العمر.

وفي دراسة وردت في مجلة Tobacco Control وجدوا أن التدخين الدائم
هو العامل المهم الوحيد الذي يتسبب في حدوث الذبحة القلبية الحادة لدى
الشباب اليافعين، كما وجد الباحثون أن نسبة خطورة حدوث الذبحات
الصدرية لدى الذكور في الفئة العمرية مابين 35-39 سنة وصلت إلى
خمسة أضعاف، بينما وصلت خمسة أضعاف ونصف لدى الإناث في نفس
العمر. وحسب الدراسة، فلقد كان 80% من المصابين مدخنين، والخبر
الجيد للمدخنين هو أنه بمجرد التوقف عن التدخين يمكن أن يتحسن الوضع
العام للشخص، وتنقص احتمالات تعرضه للذبحات الصدرية بسرعة!!

للتدخين تأثيرات سلبية على الأم وجنينها، فقد أكدت دراسة متخصصة
أجرتها أستاذة في علم الأنتروبولوجيا والنمو، أن التدخين السلبي خطر يهدد
الأم أثناء فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة، وأن له آثاراً سلبية على نمو
الجنين والحالة الغذائية للأطفال حديثي الولادة. وأوصت الدراسة الأمهات
الحوامل بضرورة الابتعاد عن أماكن التدخين وعدم التعرض له حفاظا على
صحتهن وصحة الجنين ونموه، فضلا عن حمايته من سوء الحالة الغذائية
وضعف الجسم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.

أظهرت دراسة جديدة أن التدخين قد يتسبب في حدوث أذية للجنين خلال
تطور نموه، وهذا كله قد يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان في عمر
الطفولة والمراهقة، علاوة على تأثيراته السلبية على صحة الأم أثناء وبعد
فترة الحمل. كما أظهرت الدراسات أن التدخين السلبي يؤثر بشكل أكبر على
البنات مقارنة بالأولاد. أما الكبار فتؤكد دراسة حديثة أن تدخين سيجارة
واحدة في اليوم، وحتى أربعة سجائر، يضاعف من مخاطر الموت بأمراض
القلب لدى الجنسين، ومن الإصابة بسرطان الرئة لدى النساء
(مجلة توباكو كونترول).

إن التدخين السلبي يكون أكثر ضرراً على الأمهات اللواتي تجاوزن سن
الـ 30 عاما، وقد أثبتت دراسة نشرت في (
American Medical Association) انتشار أعراض الموت المفاجئ
للأطفال حديثي الولادة إذا كان الآباء من المدخنين. كما أن التدخين السلبي
يؤدي إلى تزايد إصابات الجهاز التنفسي عند الأطفال ما قبل سن المدرسة،
وكذلك يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50 في
المائة، وبالتالي زيادة خطر حدوث الذبحة الصدرية وذلك لزيادة حجم التلف
في خلايا عضلات القلب بسبب غاز أول أكسيد الكربون والنيكوتين.

كما ذكر الخبراء أن هناك أجزاء محددة من الكروموزومات كانت أكثر تأثرا
بمادة التبغ، وقد ظهر هذا في حدوث سرطان الدم، مما قد يفسر الصلة بين
التدخين أثناء الحمل وحدوث ما يسمى بـ "ابيضاض الدم" (سرطان الدم)
لدى الأطفال.


يقول الدكتور ديفيد ديمارنيني، من الوكالة البيئية العالمية: إن مثل هذه
النتائج سوف تقدم دليلاً مباشراً وقاطعاً على تأثير التبغ على المورثات،
مما قد يساعد على التنبؤ بالمشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الطفل على
المدى البعيد والمولود لأم مدخنة، وكانت دراسات سابقة قد أظهرت
احتمالات تخرب الـ DNA بسبب التدخين خلال الحمل، ولكن بالاستناد إلى
دليل غير مباشر. كما أثبتت دراسة حديثة أن تدخين ما بين سيجارة واحدة
وأربع سجائر في اليوم يضاعف خطورة الإصابة بأمراض القلب وسرطان
الرئة ثلاث مرات. وأن النساء هن الأكثر تأثراً من الرجال في ما يتعلق
بسرطان الرئة، فالمرأة المدخنة معرضة للإصابة بسرطان الرئة خمس
رات أكثر من غير المدخنة.

قام الدكتور ماركوس مونافو من مجموعة بحوث الطب العام التابعة لصندوق
مكافحة السرطان في بريطانيا، ببحث نشر في مجلة العلوم الاجتماعية،
وتمكن من الوقوف على أول الأدلة العلمية التي تثبت أن التدخين يقلص من
فرص المرأة في الإخصاب، وبالتالي الإنجاب. فقد بينت الدراسة أن النساء
المدخنات ممن يحاولن الإنجاب يحتجن إلى وقت أطول لتخصيب البويضة
لديهن مقارنة بالنساء غير المدخنات. لكن ظهر في الوقت نفسه أن فرص
المدخنات في الإخصاب ترتفع متى ما تركن التدخين. وتشير الدراسة إلى أن
المرأة المدخنة تحتاج في المتوسط العام لفترة أطول تقترب من الشهرين
للتخصيب إذا ما قورنت بغير المدخنات.

كذلك أشارت دراسة أمريكية استغرقت 15 عاما وشارك فيها 4572
شخصاً، إلى أن التدخين السلبي يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
وأشارت الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن السميات
المصاحبة لدخان السجائر يمكن أن تؤثر على البنكرياس الذي ينتج
الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم. إن المدخنين السلبيين معرضون لسموم
تماثل تلك التي يتعرض لها المدخنون أنفسهم، لكن بعض المواد
السامة تكون أكثر تركيزا في الدخان السلبي.

كشف باحثون في مركز ديكونس الطبي في بوستن في الولايات المتحدة
الأمريكية أن كل سيجارة يدخنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته
بالسكتة القلبية! فمن الحقائق المعروفة أن التدخين المتواصل يفاقم أمراض
القلب على الأمد البعيد، لكن الجديد في الأمر هو أن الباحثين اكتشفوا الآن
أن هناك مخاطر للتدخين على الأمد القريب أيضاً، وهي زيادة احتمال الإصابة
بأمراض القلب، والسبب في ذلك يعود إلى أن لكل سيجارة تأثيرا على نظام
عمل القلب. وتقول أمندا ستاندفورد من جمعية مكافحة التدخين إن هذه
الدراسة تشير إلى أهمية الإقلاع عن التدخين خصوصا بالنسبة للذين يعانون
من أمراض القلب، فالتدخين هو كالقمار، بل هو أسوأ، فكلما ازددت منه
لحقت بك أضرار أكبر، وكلنا نعلم أن المدخنين معرضون للإصابة بأمراض
القلب أكثر من غيرهم بنسبة الضعف!

ويؤكد بحث علمي أجري في مستشفى سانت هيلين في مدينة ليفربول
البريطانية أن تدخين عشرين سيجارة أو أكثر في اليوم لمدة طويلة يجعل
صاحب العادة هذه عرضة أكثر من غيره للإصابة بالتهاب المفاصل
الروماتيزمي. ويشير البحث إلى أن الأشخاص الذين دخنوا لفترة أربعين
إلى خمسين سنة يتعرضون للإصابة بالروماتيزم بمقدار ثلاث عشرة
مرة مقارنة بالآخرين!!


التدخين يقتل خلايا الدماغ: يقول العلماء إنهم عثروا على أول دليل مباشر
على أن التدخين يتسبب في إتلاف الخلايا في الدماغ، كما يمنع خلايا أخرى
من إعادة إنتاج نفسها (مجلة علوم الجملة العصبية). وأوضحت منظمة
الصحة العالمية أنّ عدد المدخنين في أفق عام 2025 بنحو 1.7 مليار
شخص عبر مختلف أنحاء العالم، مقابل 1.3 مليار الآن. وأظهرت دراسة
طبية على مدى خمسين سنة متواصلة راقبوا خلالها شرائح متعددة من
المدخنين وغير المدخنين في جميع أنحاء بريطانيا أن متوسط حياة المدخنين
ينقص عملياً بمقدار عشر سنوات مقارنة ببقية الأشخاص
غير المدخنين (المجلة الطبية البريطانية).

وقد بينت الدراسات أن الأشخاص الذي توقفوا عن التدخين
وهم في سن الثلاثين، فبإمكانهم الاطمئنان بوجود فرصة لتقليل احتمال
إصابتهم بالسرطان في مرحلة لاحقة من حياتهم. أما بالنسبة لأولئك الذين
يتوقفون عن التدخين وهم في سن الخمسين، فتفيد الدراسة إمكانية إصابتهم
بالمرض الخبيث بمستوى 50 بالمائة، ويذكر أن الدراسة التي بدأت عمليا
عام 1951 ، شملت مراقبة الأوضاع الصحية لأكثر من 34 ألف شخص
في جميع أنحاء بريطانيا.

أظهرت الدراسة الجديدة أن ظهور سرطان الرئة لن يكون فورياً، بل مع
مرور السنين تزداد خطورة الاحتمالات بالإصابة. كما تبين أن تعرض الأطفال
لدخان التبغ من حولهم يزيد من فرص إصابتهم عند البلوغ بنسبة 3.6 مرة
أكثر، ويذكر أن تعرض الأطفال للتدخين السلبي اليومي يضاعف فرص
الإصابة عما هي عليها عند غيرهم من غير المتعرضين. ويقول الدكتور
مونافو إن مخاطر التدخين خلال فترة الحمل معروفة وموثقة، وهي تتضمن
معدلات وفيات أعلى للأطفال الرضع حديثي الولادة، وارتفاع معدلات
الالتهابات في الجهاز التنفسي، إلى جانب نقص الوزن عند الولادة.


يقول الأطباء الأمريكيون إن الأبحاث التي أجريت مؤخرا أشارت لارتباط
التدخين بأمراض عديدة لم تكن مدرجة من قبل على قائمة الأمراض
المرتبطة بتلك العادة ذات الأثر السلبي الكبير. وقد قدم الطبيب الأمريكي
ريتشارد جارمونا، قائمة بالأمراض الجديدة التي يعتقد أنها مرتبطة بالتدخين
والتي تتضمن سرطان الدم، وعنق الرحم، والكلى والبنكريا والمعدة، وبعض
أمراض العيون وفقر الدم. وكذلك سرطان المثانة، والمريء والحنجرة
والرئة والفم، وتتضمن قائمة الأمراض التقليدية المرتبطة بالتدخين،
بعض أمراض القلب والرئة وبعض المشاكل الخاصة بالإنجاب.

لقد أكد الجراح الأمريكي العام ريتشارد كارمونا، أن استنشاق أي كمية من
التبغ من قبل مدخنين سلبيين، يحدث لهم أضراراً صحية. وقال: إن الجدل
حسم حول هذه القضية، والعلم أصبح قاطعاً، فالتدخين السلبي لم يعد أمراً
مزعجاً، بل خطراً صحياً حقيقياً، ويلقى عشرات الآلاف حتفهم كل عام من
جراء التدخين السلبي، وهو ما أثبته تقرير حديث بلغ حجمه 670 صفحة.

المعروف عن التدخين أثره على زيادة صلابة الشرايين، وعندما تضييق
الشعيرات الدموية في منطقة الحوض ينقطع تدفق الدم إلى العضو الذكري،
ويمكن للتدخين أن يسبب تضييف الشرايين في العضو الذكري نفسه. ويقول
علماء أمريكان إن الرجال المدخنين، الذين يعانون من مرض ضغط الدم،
معرضون للإصابة بالعجز الجنسي ستاً وعشرين مرة أكثر من غير
المدخنين، وحتى المدخنون سابقاً، الذين يعانون من ضغط الدم العالي،
معرضون للعجز الجنسي إحدى عشرة مرة أكثر من غير المدخنين. وحسب
الإحصائيات التي يقدمها الدكتور جودفري فاوللر من قسم الرعاية الصحية
الأساسية في جامعة أوكسفورد في بريطانيا فإن حوالي مئة ألف رجل في
عمر الثلاثين والأربعين في بريطانيا يعانون من عجز جنسي بسبب التدخين.

نقلت مجلة BMC المتخصصة في بيولوجيا الخلايا عن باحثي جامعة
كاليفورنيا قولهم إن تأثير التدخين السلبي على الأشخاص مماثل لذلك التأثير
الذي يخلفه التدخين على المدخن نفسه. وقد كشفت الدراسة النقاب عن أن
التدخين السلبي يمكن أن يقلل من سرعة التئام الجروح. وأوضح الباحثون
أن الخلايا تصبح أكثر تماساً لأن التعرض للتدخين يغير تركيبها الكيميائي.
وإلى جانب خفض سرعة التئام الجروح فإن التدخين قد يتسبب في ظهور ندبات
جروح غير طبيعية لدى المدخنين السلبيين، حيث تتركز الخلايا عند
حافة الجرح، بحيث تمنعه من الالتئام بشكل سليم، هذه الأنسجة شديدة
الحساسية بالنسبة لأي تأثير خارجي. فإذا ما لامست مادة خارجية، فإنها ستتوقف عن النمو.

بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق