الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

ماذا يفعل من تأخر في الإنجاب؟

ماذا يفعل من تأخر في الإنجاب؟


في عصرنا هذا وبسبب الظروف الصعبة والتعقيدات التي يمر بها مجتمعنا
فإننا نرى نسبة لا بأس بها ممن تأخروا في الزواج، وبالتالي هل ذكر الله
مثل هذه الحالة في كتابه الكريم وما هو العلاج؟

القرآن لم يترك حالة إلا وضرب لنا مثلاً حولها ليكون هذا الكتاب العظيم كما
وصفه رب العزة بقوله:

{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
[الزمر: 27-28].

ومن الأمثلة التي حدثنا عنها القرآن خليل الرحمن سيدنا إبراهيم الذي منَّ الله
عليه بغلامين هما إسماعيل وإسحاق عليهم السلام، وقد كان شيخاً كبيراً،
فقال سيدنا إبراهيم يحمد الله تعالى:

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }
[إبراهيم: 39].

وهذه معجزة خاصة بالأنبياء ولكن الأنبياء قدوة لنا في دعائهم وسلوكهم،
فسيدنا زكريا كان شيخاً كبيراً ولم يكن لديه ولد فماذا فعل؟ لقد دعا ربه
بدعاء عظيم ينبغي أن نحفظه وندعو به إذا حُرمنا نعمة الأولاد. يقول تعالى:


{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
[الأنبياء: 89-90].

وتأملوا معي سر استجابة الدعاء في قوله تعالى:
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) فليفكر كل منا ويطرح على نفسه هذا
السؤال: هل حقاً نحن نسارع في الخيرات؟

ويمكن القول إن المؤمن عندما يدعو ربه بإخلاص فإن الله تعالى يسخر له
أسباب الإجابة وينجيه من الغم ومن الأمراض ومن أي ضرر أو شر
أو سوء، ونتذكر هذا الدعاء على لسان سيدنا يونس:

{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
[الأنبياء: 87-88].

فالله تعالى قادر على أن يسخر لنا كل نفع وفائدة ويصرف عنا
كل سوء بشرط أن نخلص الدعاء.

وانظروا معي إلى هذا الوعد الإلهي الذي جاء في سورة تتعلق
بالزواج والطلاق:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }
[الطلاق: 2-3].

كذلك تأملوا هذا الأمر الإلهي الذي جاء في سورة تتحدث عن عقوبة الزنا،
يقول تعالى:

{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
[النور: 32]،

إذاً من كان يريد الزواج فليتق الله ويصبر،
ومن كان عنده فتاة فينبغي عليه أن ييسر زواجها.

بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق