الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

الحياة كتاب كبير عنوانه: الدنيا 1

 

الحياة كتاب كبير عنوانه: الدنيا 1


نحن اليوم في أول العام الجديد، تذكروا أول يوم من العام الفائت، كأنه كان بالأمس!.

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ..

هذه الدنيا مثل رجل نائم، رأى في منامه شيئا يكره وشيئا يحب، فبينما هو كذلك إذ انتبه واستيقظ من نومه.

فهذه الدنيا من أولها الى آخرها، إنما هي لحظات قصيرة زائلة وستصبح يوما ما ذكريات وأخبارا يقال فيها:

كان في يوم ما عالم يسمى الدنيا، وكان فيها ناس:

- فمنهم من ظنها دائمة، فبناها، وزينها، وبالغ في إصلاحها، ثم تركها ومضى إلى عالم آخر، نادما،

لما رأى الناس قد أخذوا مكانهم في الجنة وليس له فيها مكان.

- ومنهم - وهم قلة - علم أنها زائلة غير باقية، وأنه فيها على سفر، والمسافر لايحمل إلا ماخف وغلى،

فاقتصد وتقلل منها وترك ما لايحتاج، وعمل على تزيين داره في الجنة وبناء القصور بالعمل الصالح،

فلما أتاها فإذا هي عامرة، وسكانها من الولدان والحور، ينتظرونه بفارغ الصبر، وقد هيئت له، وتزينت، فحمدالله على الفوز والنجاة.

نحن اليوم في أول العام الجديد، تذكروا أول يوم من العام الفائت، كأنه كان بالأمس!.

في السابق كان اليوم طويلا، والشهر أطول، والسنة طويلة جدا، أما الآن فالأمر بخلاف ذلك،إن السنة

تمر علينا وكأنها شهر، تذكروا العام الماضي كيف استقبلناه؟، وماذا عملنا فيه؟ وكيف خرج ؟

تذكروا صلاة العيد وفرحة الناس، أليس وكأنه في الشهر الماضي؟! .

إن الزمان يجري سريعا، وهذا من علامات الساعة كما جاء في الأثر: ( ويتقارب الزمان )،

فيصبح اليوم كنصف يوم، وكربع يوم، وكاحتراق سعفة النخيل، لاشك أن أيامنا هذه آخر الزمان، فأيامنا تجري بشكل غير معهود.

- كل شيء إذا اقترب من نهايته زاد في سرعته، رغبة في قضاء مهمته..

المسافر إذا اقترب من دياره وأهله زاد في سيره شوقا وطلبا للراحة، فإن رؤية ديار الأحباب تزيد في العزيمة

وتبث القوة من جديد، وهذه الأيام تبلغ بنا نهاية دنيانا، فهي تزداد جريانا بأمرالله، كي تحملنا إلى عالم آخر، فهل نحن منتبهون لهذا الأمر؟.

إن هذه الأيام هي أعمارنا، فكلما مضى يوم نقص من أعمارنا يوم، فكل يوم يأكل وينقص جزءا من أعمارنا،

فإذا كانت الأيام تمضي سريعا فمعنى ذلك أن أعمارنا تنقضي سريعا، وأن حياتنا في هذه الدنيا تقترب من نهايتها سريعا.

إن الله تعالى خلق الانسان يكدح ويسعى ليلقى ربه:

{ يا أيها الانسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه }.

أنت أيها الإنسان! تكد وتعمل لتلاقي ربك، تسعى وتجري إليه لامفر من لقائه، ولامهرب وملجأ منه إلا إليه..


وهذه الآية فيها لفتة، وهي أن كل إنسان فهو يكدح ويسعى ويجري إلى لقاء ربه سواء كان مؤمنا أو كافرا ،

فالكل يجهد ويتعب والكل، يقاسي الآلام والمشقة، لافرق بين مؤمن أوكافر، ولابين غني أو فقير،

لكن المؤمن يسعى بالعمل الصالح، وأما الكافر والعاصي فيكدح بالعمل السيء، وكلهم مآلهم الى الله فيجازيهم بأعمالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق