الاثنين، 19 أبريل 2021

ما ورد في ذكر صفة العرش

 ما ورد في ذكر صفة العرش



* ما ورد في ذكر صفة العرش قال المصنف - رحمه الله -:*

روى أبو داود في سُننه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

((إنَّ مَا بَيْنَ سمَاءٍ إلىَ سَمَاءٍ مَسِيرَة كذا وكذا - وذَكَرَ الخَبَرَ إلى قَوْلهِ -:

وَفوق ذلك العَرْشُ، وَالله - سُبْحَانَه - فَوْقَ ذَلِكَ))".

الشرح

1: معنى العرش:

العرش في اللغة: هو سرير الملك؛ قال - تعالى - عن يوسف:

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} وقال عن ملكة سبأ: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} وعرش

الرحمن: مَخْلوقٌ عظيمٌ، له قوائمُ تحمله الملائكة، وهو أعظمُ المخْلوقات،

فهو سقفُ العالم؛ لأنه محيطٌٌ بالمخْلوقات، خلَقَهُ الله - جلَّ وعلا - ثم استوى

عليه، ولَم يبيِّن اللهُ - جل وعلا - ممَّا خُلق هذا العرْش، ولم يَرِد دليلٌ صحيح

عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يبيِّن ذلك؛ فالله أعلم بذلك، والكرسي غير

العرش؛ لأن العرش هو ما استوى عليه الله - جل وعلا - والكرسي موْضع

القدَمَيْن؛ كما صَحَّ موقوفًا على ابن عباس عند الحاكم في "مستدركه"،

والكرسيُّ خلق صغير بالنسبة للعرش، والله أخبرنا عن كرسيه فقال:

{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}، فهو أعظمُ منَ السموات والأرض،

فكيف بالعرش ووصفه؟!

عدة فوائد:

أولاً: وُصِف هذا العرْش بأنه عظيم؛ قال - تعالى -:

{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وبأنه كريم؛ قال - تعالى -:

{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}

ثانيًا: مدح الله نفْسه بأنه ذو العرْش؛ فقال - تعالى -:

{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ}

ثالثًا: أخبَرَ الله - عز وجل - أنَّ للعرش حَمَلَة، وأن عددهم ثمانية؛ فقال:

{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}.

رابعًا: أخبر الله - سبحانه - أنَّ عرْشَه كان على الماء قبل خلْق السموات

الأرض؛ فقال - تعالى -:

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}

وجاء في "صحيح البخاري"، من حديث عمران بن حصين:

أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((كان الله ولَم يكن شيء غيره، وكان عَرْشه على الماء)).

خامسًا: أخْبَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ للعرش قوائمَ؛ فعن أبي سعيد

الخدري: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((لا تخيِّروني من بين الأنبياء، فإن الناس يُصْعَقُون يوم القيامة؛ فأكون أول

من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش...))

البخاري ومسلم

سادسًا: أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ العرش فوق الفِرْدَوْس؛ فعن

أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة،

وفوقه عرش الرحمن...))

البخاري

سابعًا: أخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أن الشمس كلما غربتْ تسجد

تحت العرْش؛ فعن أبي ذر- رضي الله عنه - قال:

"قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس:

((أتدري أين تذهب؟))، قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تذهب

حتى تسجدَ تحت العرش، فتستأذن فيؤذَن لها))

البخاري ومسلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق