الثلاثاء، 11 يناير 2022

دموع الوالدين

 

دموع الوالدين


دموع الوالدين غالية.. ولا يفرط فيها إلا مخذول.. وبر الوالدين عظيم..
وأجر ذلك عميم.. قضى الله بذلك، وأمر به عباده.. فما أطاع إلا موفق .

كان شاب ممن سبق عاصيًا لله، وكان أبوه على خير وصلاح عظيم، وكان
الوالد يتحين الفرصة لنصح ولده، وذات يوم نصح الوالد ولده، فأغلظ له
في النصيحة، فلوى الولد يد والده، فأقسم الأب أن يذهب لبيت الله العتيق،
فيدعو على ولده، فأنشد وهو متعلق بأستار الكعبة :

يا من إليه أتى الحجاج قد سلكوا عرض المهامه من قرب ومن بعد

هذا منازل لا يرتد عن عققي فخذ بحقي يا رحمن من ولدي

فَشُلَّ منهُ بحولٍ منك جانبهُ يا من تقدَّس لم يولد ولم يلدِ

وكان اسم الولد (مُنازل بن لاحق).. ونسي ذلك الشاب قول الله جل وعز :

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
، وقول الله :
{ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا }
، وقوله :
{ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
، وما أن أتم الوالد دعاءه حتى سقط الولد مشلولا من نصفه
، أجارنا الله وإياكم .

وانظر تمام القصة في كتاب التوابين لابن قدامة فهو كتاب ماتع .
فيا من كان هذا حاله.. راجع دفاتر الحسابات في تعاملاتك،
واسكب العبرات على زلاتك .

عسى يغفر لك، وإياك والدعوة المستجابة من الوالد الصالح .

وأخيرًا أيها المبارك :
والله ثم والله لو فتشت قلوب الخلق أجمع على أن تجد أهل حب لك؛
فلن تجد أكثر من والديك، وإن قسيا عليك أحيانًا فهو خير لك :

قسا ليزدجروا، ومن يكُ حازمًا فليقس أحيانًا على من يرحمِ..

فالزم طاعة والديك تسلم وتغنم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق