الأربعاء، 12 يناير 2022

دمعة من عين والدي

" دمعة من عين والدي "


أبي لا يذقني الله فقدان مثله وأين له مثل وأين المقارب

تجاوزت القربى المودة بيننا فأصبح أدنى ما يعد المناسب

فيا ليتني حملت همي وهمه وأن أبي ناءٍ عن الهم عازبُ

بينما كان الأب المتعب عائدًا إلى منزله ذات مساء وقد خمدت منه كل قوة،
إذا به يلمح في طريقه ولده، فلذة كبده.. يرتع ويلعب مع شباب سيماهم
الغفلة، قد دل مظهرهم على مخبرهم، فتفجرت براكين الغضب في عروق
الأب، ولكنه أسرها في نفسه ولم يبدها له.. أركبه في سيارته، وانطلق به
إلى المنزل، وفي الطريق إذا برائحة [الدخان] تنسل من بدن الابن..
لتستقر في أنف الأب.. كسهم مسموم غرس في قلب الوالد، وخيم الحياء
والصمت.. لم يتمالك الأب نفسه لفرط الحرقة والدهشة.. أهذا فلان ؟!
أهذا ولدي ؟ !! أهذا ولدي الذي كنت أفاخر به بين الناس ؟ !! وما هي
إلا دمعة حرى أجابت هذه التساؤلات.. فانقلب الأمل إلى ألم..

وليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنها روحٌ تسيل فتقطرُ

ذابت الأحداق حرقة على هذا الولد، وفاضت العبرات.. لماذا ؟ ! لأنه سلك
سبيل معصية الله؛ لأنه وقع في أمر منكر فطرة وأخلاقًا، لأنه إذا استمر
على هذا الأمر سوف يدمر نفسه ومن حوله، لأنه عصى المعصوم صلى
الله عليه وسلم عندما نهى عن كل مسكر ومفتر، كما رواه أحمد في
المسند، ولأنه استجاب لما يخططه له أعداء الإسلام من إيقاع الشباب
المسلم في الملذات المحرمة الضارة دينًا، ودنيا..، وتحسين ذلك،
وكما قال الأول :

ما يبلغ الأعداءُ من جاهلٍ ما يبلغ الجاهلُ من نفسه
وأصبح الأمل ألمًا .



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق