الجمعة، 14 يناير 2022

اتق دعوة المظلوم

 

اتق دعوة المظلوم !


روى البخاري أن أهل الكوفة شكوا سعد بن أبي وقاص إلى عمر
رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارًا، فشكوا سعدًا حتى ذكروا أنه
لا يحسن يصلي ، فأرسل إليه فقال : يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك
لا تحسن تصلي ، قال سعد : أما أنا فوالله إني كنت أصلي بهم صلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد
في الأوليين(أطيل فيهما القراءة) وأخف في الأخريين ، قال :
ذاك الظن بك يا أبا إسحاق ، فأرسل معه رجلاً – أو رجالاً – إلى الكوفة،
فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه، ويثنون معروفًا،
حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له : أسامة بن قتادة،
يكنى أبا سعدة، قال : أما إذا نشدتنا، فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية،
ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد : وأنا والله لأدعون
بثلاث : اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره،
وأطل فقره، وعرضه للفتن ، وكان الرجل إذا سئل بعد يقول :
شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد !! قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد،
قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري
في الطرق يغمزهن !! .

فإياك أيها العبد أن تتعرض لعباد الله الصالحين، فإنهم في حفظ الله وكنفه
كما قال تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا"
[الحج: 38]،

وإذا دافع الله عن أحد فهل لمخلوق قبل بإنزال الهزيمة بساحته ؟! كلا ولو
اجتمع على ذلك الأولون والآخرون، إذن فلماذا تقف في موقف المواجهة
مع رب السموات والأرض ؟ أما علمت أن الله يقول في الحديث القدسي :
«من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» [رواه البخاري] .

يا مسكين ! أتريد أن تدخل في حرب مع خالقك ؟ أين قوتك ؟ أين جنودك ؟
أين سلاحك ؟ أين حصونك ؟ أين أرضك أين سماؤك ؟ أفق من سكرتك،
وعد إلى رشدك، وأعرف من أنت، وكيف بدأت وإلى أي شيء تنتهي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق