الجمعة، 14 يناير 2022

الصابر والجازع

 الصابر والجازع


إن المؤمن الواثق لا يفقد صفاء العقيدة ونور الإيمان إن هو فقد من صافيات الدنيا ما فقد،
أما الإنسان الجزوع فإن له من سوء الطبع ما ينفره من الصبر،
ويضيق عليه مسالك الفرج إذا نزلت به نازلة، أو حلت به كارثة أو ضاقت عليه الأرض بما رحبت،
وتعجل في الخروج متعلقاً بما لا يضره ولا ينفعه.
إن ضعف اليقين عند هؤلاء وأمثالهم يصدهم عن الحق،
ويضلهم عن الجادة؛ فيخضعون ويذلون لغير رب الأرباب ومسبب الأسباب،
يتملقون العبيد، ويتقلبون في أنواع هذه الملذات،
ويكيلون من المديح والثناء ما يعلمون من أنفسهم أنهم فيه كذبةً أفاكون،
بل قد يرقى بهم تملقهم المقيت أن يطعنوا في الآخرين،
ويقعوا في الأبرياء من المسلمين.
إن أي مخلوق مهما بلغ من عز أو منزلة فلن يستطيع قطع رزق، أو رد مقدور، أو انتقاصاً من أجل:

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}
[الروم:40] .

في حديث عن أبي سعيد مرفوعاً: {إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله،
وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله} .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق